لقاء غرامي في المنام

2019-09-07

 

بسام شمس الدين:

هيا، صافحيني وقولي وداعا.. لنفترق قبل شروق الشمس وزقزقة العصافير، لم يعد هناك ما يقال.. أنا كائن من ضجيج، وأنت جملة غامضة.. انتهى الكلام.. هيا لنفترق، ونعيش في الذاكرة كصور الشهداء.. لا شيء يستدعي النباح الريح تصفق الأبواب، لم يعد هناك نجوم في السماء، هل تمطر الليلة؟

هيا لنذهب قبل أن يتدفق النهر ويجرفنا السراب.. هيا، لنبتعد عن الرمال، غربت الشمس.. الجميع قابلون للدمار، لا يوجد منتصر في الحرب.. هيا، قولي وداعا واضغطي على الزر.. امنعيني من الدخول أو الخروج.. تجيدين العبث بالأعصاب.. لكن الوقت تأخر والكلمات آذنت بالذهاب.. لنكن منطقيين، ونفتح الأبواب.. ونخرج مهزومين كالأبطال..

يقول العرب أن الحروب سجال. وان الكلمات تسحق الصخور، وأحيانا تشفي الجراح.. سأعود ذات يوم من المنفى بقناع حديدي.. قال العراف أنني سأعاني الكثير، وأفرح في نهاية المطاف.. وان قوتي في يدي، وأن رائحتي ستدهش الأنوف والشفاه، أنا تائه لا أعرف الطريق، الورود تساقط علي من نوافذ المدينة، لكن وردتي لم تأت بعد.. هيا، لنفترق، لا مكان للخائفين هنا، لا وقت للاختباء يا حبيبتي.
ها قد أشرق الظلام.. ها هو الفجر شرع يبتسم، فلنخرج ونفترق وندعي أننا كنا ناعسين، والتقينا في المنام.

 

 

 







كاريكاتير

إستطلاعات الرأي