على القُماش رُوحي

2025-11-15 | منذ 2 ساعة

غمكين مراد *

 

مسحوباً مني ألِّجُ الحياة
تلِّجُني الحياةُ ورُوحي عجولةٌ في هروبها
ساكنٌ طريقُ الرُّوح بها وعليها
بتروٍ تدبُّ الحياةُ على الحياةِ
على أصابع قدميه يعبُر الصباحُ إلى الحياة
مُستذئبٌ قلبي
في كُلِّ ليلٍ
ينهشُ روحي
يغتالُ النوم
في حُلمٍ مُكررٍ دوماً
يجزُّ رقبة رُوحي كأيِّ أُضحيةٍ
يحزُّ رأسي بأفكارٍ كالسواطير
يُديرُني قلبي بين أنيابِ أخيِّلةٍ من نار
في كُلِّ ليلٍ أيضاً
مُهذبةٌ الكوابيسُ في رجم النوم
بكُلِّ هدوء
رُوحي تكرُّ:
في الحبّ
على الحبّ
بالحبّ
تخلق مشيئتها.
كسندٍ:
لئلا أكون للرُّوح منفى
أُقلِّمُ أظافر الرجاء بمبرد الكلمات
وأنحتُ من العدم الباقيَّ من الحياة
فازَّاً من مكانه
خارجاً مني
صاخباً
قلبي على الساحة رُوحي
كإبرةٍ
قلبي يُطرِّزُ على القُماشِ رُوحي
أوشمَّةٍ:
من وجَعٍ
من لُذةٍ
من حبٍّ
كذكرياتٍ تأبى إلا أن تكون في كُلِّ آن
قلبي:
انقلاب اللوحاتِ على رسامها
حارِّقاً كُلّ الأوشِمَّةِ
بما لم يكن ليكون كما يجب أن يكون
بريئةٌ رُوحي
مسلوبٌ قلبي
كجاريتين تبتاعهما الحياة
حين لحظةِ نجاةٍ:
كمجاعةٍ ذاتي قطةٌ تأكُلُ نفسها
مُذ ارتحلَ عني جسدُ العذارى ارتحلتُ عن نفسي
مُذ أنكرتُ عليَّ غفلتي وأذعَنتُ لهوسِ الشبَّقِ
رفعتُ أرجُل القدر عليَّ حتى ترَّفَع الكذبُ على مُنادمتي
مُذ اختزل قلبي كُلَّ العُمر بقُبحِ انعراج الرُّوح
أكلتُ مني كُلّي وعليتُ العُهر أميرة حُبّ

 

*شاعر سوري











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي