كيف تعرف إن كنت شخصية حساسة أو عقلانية؟

الأمة برس
2025-11-11 | منذ 1 ساعة

كيف تعرف إن كنت شخصية حساسة أو عقلانية؟ (سيدتي)كثيراً ما نتساءل في مواقف الحياة اليومية: لماذا أتأثر بسرعة بينما غيري يتعامل ببرود؟ لماذا أحتاج وقتاً طويلاً لاتخاذ قرار بينما البعض يحسمون فوراً؟ هذه التساؤلات لا تعني أننا ضعفاء أو أقوياء، بل تشير إلى نمط شخصيتنا في معالجة المواقف: هل نميل إلى الإحساس والشعورأم إلى التحليل والعقلانية؟، بحسب سيدتي.

فالشخصية الحساسة تنظر إلى العالم من خلال القلب والمشاعر، تسعى للانسجام والعلاقات الطيبة، وتفكر في أثر قراراتها على الآخرين قبل أن تفكر في ذاتها.

أما الشخصية العقلانية فترى الحياة من خلال المنطق والحقائق، تبحث عن العدالة والكفاءة، وتُعلي قيمة التفكير الواضح فوق العاطفة اللحظية.

ومع ذلك، لا يوجد شخص "حسّاس بالكامل" أو "عقلاني بالكامل"، فكل إنسان يحمل في داخله مزيجاً من الاثنين، لكن أحد الجانبين يكون أكثر حضوراً وتأثيراً.

الفارق الحقيقي يظهر في لحظة القرار: هل يقودك الشعور أولاً ثم يأتي التحليل؟ أم تحلّل الموقف أولاً ثم تتيح للمشاعر أن تتبع؟ معرفة أي النمطين يغلب عليك هي الخطوة الأولى نحو الوعي والتوازن — أن تفهم نفسك لتتعامل معها بذكاء، لا لتغيّرها بل لتطوّرها.

بين الحسّ والعقل: فهم أعمق لأنماط الشخصيات واتخاذ القرار

حين يتصالح القلب والعقل يصبح القرار أكثر نضجاً

د. فريال عبدالله حلاوي محاضرة ومستشارة في تقدير الذات تشرح لـ"سيدتي" وجهة نظرها من هذا الموضوع.

في عالم يتطلب السرعة والدقة، كثيراً ما نجد أنفسنا نتأرجح بين صوت القلب وصوت العقل. قد نميل أحياناً إلى التصرّف بدافع الإحساس، وأحياناً أخرى إلى التريّث والتحليل المنطقي. وهنا يظهر الفرق الجوهري بين الشخصية الحساسة (Feeler) والشخصية العقلانية (Thinker) كما تطرحه نظريات مثل MBTI. لكن الفهم العميق لهذه الفروقات لا يهدف إلى التصنيف أو التقييم، بل إلى الوعي والتوازن.

أولاً: الشخصية الحساسة (Feeler):

الشخصية الحساسة هي الشخصية التي تتخذ قراراتها بناءً على القيم والمشاعر، وتركّز على أثر قراراتها في الآخرين.

لا يعني ذلك أنها غير منطقية، بل إن المشاعر تشكّل عندها البوصلة الأولى في التفاعل واتخاذ الموقف.

سماتها الأبرز:

تتصرّف بسرعة، خصوصاً في المواقف العاطفية.

قد تشتري، تتحدث، أو تتخذ قراراً بدافع إحساس لحظي دون دراسة كافية.

تجد صعوبة في إغلاق العلاقات أو إنهاء المواقف.

تميل إلى تحمّل الذنب بسهولة وتجلد الذات عند الخطأ.

تجد صعوبة في قول "لا"، مما يجعلها عرضة للاستنزاف أو الاستغلال.

تفضّل إبقاء الأبواب مفتوحة دائماً، حتى لو كان ذلك مرهقاً لها.

نقطة القوة: عمق إنساني وقدرة على التعاطف والتواصل الصادق.

نقطة الضعف: الاندفاع العاطفي وغياب الدراسة قبل القرار.

ثانياً: الشخصية العقلانية (Thinker):

الشخصية العقلانية ترى العالم من خلال المنطق والتحليل، وتبحث عن العدالة والكفاءة قبل المشاعر.

لا يعني ذلك أنها غير متعاطفة، لكنها تضع المنطق في المقام الأول.

سماتها الأبرز: تتأنّى قبل اتخاذ القرار، وتقلّ احتمالات الخطأ لديها.

تعتمد على الأرقام، البيانات، والتحليل المنهجي.

تستطيع إغلاق العلاقات أو المواقف حتى مع وجود مشاعر قوية.

لا تتأثر بسهولة بالذنب أو العاطفة الزائدة.

تعرف كيف تحمي نفسها من الاستنزاف العاطفي.

نقطة القوة: وضوح التفكير، ودقّة التقدير، وقدرة على الحسم.

نقطة الضعف: قد تُفهم على أنها باردة أو غير متعاطفة.

ثالثاً: الإنسان مزيج من الاثنين

كل إنسان يحمل في داخله جزءاً حساساً وآخر عقلانياً، لكن أحدهما يكون أكثر حضوراً بحسب الطبيعة، التربية، التجارب، والمجتمع.

وفي الأزمات، تتجلّى هذه الفروقات بوضوح: فـ"الحساس" قد يتحرّك بدافع الشعور الفوري.

بينما "العقلاني" يحتاج وقتاً للتحليل قبل الفعل.

ولا أحد منهما "أفضل"، لأن كلاً منهما يكمل الآخر.

رابعاً: التوازن هو الحل 

تحتاج أن تتعلّم "التوقّف قبل الفعل"، وأن تُدخل المنطق إلى دائرة القرار.

الشخصية العقلانية تحتاج أن تتعلّم "الإنصات للقلب"، وأن تُدخل العاطفة إلى المعادلة.

فلا العاطفة المفرطة مريحة لصاحبها بسبب الاستنزاف، ولا الصرامة المنطقية تمنح راحة لمن حولها بسبب الجفاف العاطفي.

خامساً: كيف نعرف نوع شخصيتنا؟

راقب رد فعلك في الأزمات: هل تهرُب؟ تُغلق؟ أم تعود لتتحدث؟ راقب طريقة اتخاذ القرار: هل تحتاج وقتاً للتحليل؟ أم تتبع شعورك الفوري؟ راقب قدرتك على الارتباط والانفصال: هل تُغلق بسهولة؟ أم تتعلّق طويلاً؟ سادساً: نحو التوازن بين القلب والعقل الحياة تطلب منّا أحياناً أن نكون حساسين لنشعر، وأحياناً أن نكون عقلانيين لنحسم.

الوعي بالنمط لا يعني أن نغيّره، بل أن نوسّع قدرتنا على التصرّف بمرونة.

حين نُدرك متى نحتاج القلب ومتى نحتاج العقل، نصل إلى راحة، ووعي، وفاعلية حقيقية في قراراتنا وعلاقاتنا.

وتختم "حلاوي" "التوازن ليس في أن نلغي مشاعرنا أو نكبتها، بل في أن نُحسن استخدامها في المكان الصحيح، بالقدر الصحيح، وفي الوقت الصحيح.

حين يتصالح القلب والعقل، يصبح القرار أكثر نضجاً.. والحياة أكثر سلاماً".











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي