تأثير العزوبية على الصحة النفسية والاجتماعية للشباب

الأمة برس
2025-11-04 | منذ 3 ساعة

تأثير العزوبية على الصحة النفسية والاجتماعية للشباب (سيدتي)تُعد مرحلة الشباب من أكثر المراحل العمرية حيوية وحساسية في حياة الإنسان، حيث تتشكل خلالها الهوية الشخصية والاجتماعية وتتبلور التوجهات المستقبلية للفرد. في خضم هذه المرحلة، تبرز مسألة العزوبية – أي عدم الارتباط بشريك حياة – كأحد العوامل الاجتماعية التي أثارت اهتمام الباحثين وعلماء النفس في العقود الأخيرة، نظراً لتزايد معدلاتها في المجتمعات الحديثة بفعل التحولات الاقتصادية والثقافية وأنماط الحياة الجديدة، بحسب سيدتي.

لقد أصبحت العزوبية، التي كانت تُنظر إليها سابقاً كحالة مؤقتة قبل الزواج، ظاهرة اجتماعية متنامية ترتبط بمجموعة من المتغيرات النفسية والاجتماعية، حيث تشير الدراسات إلى أن الوضع العاطفي والاجتماعي للفرد يمكن أن يؤثر بشكل مباشر في مستوى رضاه عن حياته وصحته النفسية. فبينما يرى البعض أن العزوبية تمنح حرية أكبر وفرصة لتحقيق الذات بعيداً عن الالتزامات الزوجية، يرى آخرون أنها قد تُفضي إلى الشعور بالوحدة والعزلة وما يترتب على ذلك من اضطرابات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب.

وانطلاقاً من هذه المعطيات، تبرز أهمية دراسة تأثير العزوبية على الصحة النفسية والاجتماعية للشباب كموضوع يستحق التحليل المتعمق، خاصة في ظل التحولات التي يشهدها العالم المعاصر في مفاهيم الأسرة، والعلاقات الإنسانية، والتوازن بين الحياة الشخصية والمهنية. ففهم طبيعة هذه التأثيرات يساهم في صياغة رؤى أكثر واقعية حول احتياجات الشباب النفسية والاجتماعية، ويساعد صُنّاع القرار والمهتمين بالشأن الأسري على وضع سياسات وبرامج تدعم التوازن النفسي والاجتماعي لهذه الفئة الحيوية من المجتمع وفق موقع BetterHelp.

ما معنى أن تكون أعزباً؟

تشير العزوبية إلى عدم وجود شريك عاطفي في الوقت الحالي. وبالنسبة لكثير من الناس، يعني هذا المصطلح عدم الزواج أو عدم الدخول في علاقة عاطفية ملتزمة. وقد يكون الشخص الأعزب منخرطًا في عالم المواعدة — سواء بشكل عابر أو بحثاً عن علاقة طويلة الأم، أو غير مهتم بذلك تماماً.

توجد أسباب متعددة لكون الشخص أعزب، وتتباين مشاعره حيال ذلك. فقد يكون الشخص مر مؤخراً بتجربة انفصال أو طلاق، أو ربما فقد شريكه بالوفاة. وقد لا يكون مهتماً بالمواعدة بسبب تجارب سابقة مؤلمة، أو قلة الاهتمام، أو انشغاله بأولويات أخرى.

كما يمكن أن تلعب الهوية الشخصية دوراً في هذا الأمر، فالأشخاص الذين يعرّفون أنفسهم بأنهم "عديمو التوجه الرومانسي" قد يرغبون أو لا يرغبون في الدخول في علاقات عاطفية.

التحديات النفسية المرتبطة بوجود أو غياب الشريك العاطفي

تختلف التأثيرات المحتملة على الصحة النفسية سواء كان الشخص في علاقة عاطفية أم لا، وذلك تبعاً لطبيعة الفرد وتجربته. وفيما يلي أبرز الجوانب المرتبطة بكل حالة:

أولاً: تأثير العزوبية على الصحة النفسية

لا يوجد إجماع علمي واضح حول تأثير العزوبية على الصحة النفسية. فبعض الدراسات تشير إلى أن كون الشخص أعزب قد يرتبط بظهور أعراض الاكتئاب، والتي قد تنجم جزئياً عن الشعور بالوحدة أو تدني تقدير الذات.

ومع ذلك، يشير بعض الخبراء إلى أن السبب لا يكمن بالضرورة في غياب الزواج أو العلاقة العاطفية، بل في حاجة الإنسان الطبيعية إلى التواصل الاجتماعي والروابط القريبة ، وهي أمور يسهل تحقيقها غالباً ضمن علاقة عاطفية.

وفي المقابل، قد يجني العديد من الأشخاص فوائد نفسية من كونهم عُزّاباً.

فمن غادر علاقة مؤذية أو غير صحية قد يجد أن صحته النفسية تتحسن بعد الانفصال. كما أن العزوبية تمنح الفرد وقتاً وطاقة أكبر للاهتمام بنفسه وصحته النفسية، وتعزز ثقته بذاته واستقلاليته.

وقد تساعده أيضاً على بناء شبكة اجتماعية قوية، أو التقدم في مسيرته المهنية، أو ممارسة هواياته بحرية أكبر.

ثانياً: تأثير العلاقة العاطفية على الصحة النفسية

عند الحديث عن مزايا وعيوب العزوبية، من المهم أيضاً مقارنة ذلك بتأثير الارتباط العاطفي.

فالعلاقة الرومانسية يمكن أن تشكل مصدر دعم عاطفي أساسي ورفقة نفسية قوية. وقد تساعد الشراكة العاطفية على شفاء الجروح النفسية القديمة، كما تفتح المجال لاكتساب وجهات نظر جديدة وأنماط حياة مختلفة.

لكن على الجانب الآخر، قد تُسبب العلاقات العاطفية، وخاصة المؤذية أو غير الصحية، أضراراً نفسية مثل تدني احترام الذات، الاكتئاب، القلق، التوتر، أو حتى الصدمات النفسية.

حتى العلاقات الصحية قد تتضمن ضغوطاً ومناقشات صعبة تتطلب الصبر والوعي الذاتي.

كذلك، تتطلب العلاقات عادةً مراعاة مشاعر الطرف الآخر عند اتخاذ قرارات حياتية، في حين أن العزوبية تمنح الفرد حرية أكبر واستقلالية في اختياراته.

يمكن أن يشعر بعض الأفراد العُزّاب بنوع من التهميش أو الضغط الاجتماعي نتيجة المعايير الثقافية التي تُعلي من شأن الزواج كأساس للاستقرار الاجتماعي والنضج الشخصي. كما أن اختلاف النظرة إلى العزوبية بين الثقافات والمجتمعات قد يُسهم في تحديد مدى تأثيرها على الشباب، سواء كان ذلك سلباً أو إيجاباً.











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي