
كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Scientific Reports" عن نتائج مثيرة بشأن تأثير التمارين الرياضية المنتظمة على صحة الجهاز المناعي لدى كبار السن. وأظهرت الأبحاث أن الحفاظ على نمط حياة نشط من خلال ممارسة التمارين القلبية مثل الجري وركوب الدراجات والسباحة، يمكن أن يجعل الجهاز المناعي أكثر قدرة على مقاومة العدوى ويبطئ من تدهور وظائف الخلايا مع التقدم في العمر، بحسب الرجل.
ماذا أراد الباحثون معرفته؟
سعى فريق الباحثين إلى فهم ما إذا كان التدريب على التحمل، وهو أحد أنواع التمارين القلبية، يمكن أن يحافظ على نشاط الخلايا المناعية المعروفة باسم "الخلايا القاتلة الطبيعية (NK)"، وهي خلايا مسؤولة عن الدفاع الأول ضد الفيروسات والخلايا التالفة.
شارك في التجربة تسعة رجال أصحاء بمتوسط عمر يقارب 64 عاماً، تم تقسيمهم إلى مجموعتين: مجموعة تمارس الرياضة بانتظام منذ سنوات، ومجموعة أخرى لا تمارس أي نوع من النشاط البدني المنتظم. ثم جمع الباحثون عينات من الدم لتحليل سلوك الخلايا المناعية ومقارنتها بين المجموعتين.
كيف تستجيب الخلايا المناعية للإجهاد؟
قام العلماء بتعريض الخلايا لاختبار ضغط باستخدام دواء يعمل على تثبيط تأثير الأدرينالين، بهدف قياس مدى قدرة هذه الخلايا على الصمود تحت الضغط. كما فحصوا كفاءة الميتوكوندريا داخل الخلايا، وهي المسؤولة عن إنتاج الطاقة وتشغيل العمليات الحيوية داخل الجسم.
النتائج أظهرت أن الخلايا المناعية لدى الرجال الممارسين للرياضة كانت أكثر قدرة على إنتاج الطاقة بكفاءة، وأقل عرضة للإرهاق أو الشيخوخة. كما تمكنت من الاستمرار في أداء وظيفتها حتى في ظل الظروف المجهدة، في حين أظهرت خلايا المجموعة غير النشطة مؤشرات ضعف واضحة وصعوبة في توليد الطاقة.
الدراسة تجيب.. هل التمارين تحمي من الأمراض؟
خلص الباحثون إلى أن التمارين البدنية المنتظمة تُحافظ على شباب الجهاز المناعي وتساعد الجسم على مقاومة الالتهابات ومواجهة التعب الخلوي المصاحب للتقدم في السن. كما أن الاستمرار في ممارسة الأنشطة الهوائية على المدى الطويل يُسهم في تقليل خطر الأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري وضعف المناعة المرتبطة بالتقدم في العمر.
وأكد العلماء أن الفوائد لا تقتصر على الرياضيين المحترفين، بل يمكن تحقيق تحسّن ملموس في كفاءة المناعة بمجرّد المواظبة على النشاط البدني المعتدل. فالحركة المستمرة هي المفتاح لحياة صحية أطول وجهاز مناعي أقوى.