
موسكو - أكدت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن موسكو تشعر بالقلق إزاء تصاعد التوترات من جديد في سوريا وتأمل في تهيئة الظروف لتجنب إراقة الدماء، بحسب سبوتنيك.
وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي: "وفقا لمعلومات واردة، تصاعد الوضع في حلب شمالي سوريا بشكل حاد، يوم الاثنين 6 أكتوبر/تشرين الأول، بالقرب من حيي الشيخ مقصود والأشرفية، وأفادت التقارير بوقوع اشتباكات بين الجماعات المسلحة الكردية العاملة هناك والقوات الحكومية، ما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى".
وأضافت: "أفادت التقارير بأنه تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو الآن ساري المفعول".
وأضافت زاخاروفا أن وزارة الدفاع السورية أكدت علنا التزامها باتفاقيات 10 آذار/مارس، بين دمشق وقوات "سوريا الديمقراطية".
وأردفت زاخاروفا قائلة: "نشعر بالقلق إزاء جولة التوترات الجديدة في سوريا، ونرحب بالإرادة السياسية التي أظهرها الجانبان، والتي سمحت بوقف العنف. ونأمل أن تُهيأ الظروف اللازمة لتجنب المزيد من إراقة الدماء وتحقيق خفض مستدام للتصعيد. ومن الأمور الملحة بشكل خاص، بطبيعة الحال، منع وقوع إصابات بين المدنيين".
وفي السياق ذاته، أعربت زاخاروفا عن أمل موسكو في أن يكون تشكيل برلمان جديد في سوريا خطوة نحو بناء نظام حكم فعال يلبي تطلعات الشعب ويعزز الاستقرار في سوريا، وقالت: "نعتبر هذه الانتخابات حدثا مهما في جهود القيادة السورية لتحسين أداء مؤسسات الدولة وتعزيز الاستقرار في البلاد. نأمل أن يكون تشكيل البرلمان خطوة مهمة نحو بناء نظام حكم فعال ومستدام في سوريا يلبي تطلعات الشعب السوري".
وأضافت أن موسكو تتوقع أيضا أن يكون انعقاد مجلس الشعب السوري الجديد تمثيليا، وأن يهيئ عمله الظروف اللازمة لضمان الوئام الوطني وحماية حقوق ومصالح جميع المواطنين، بغض النظر عن عرقهم أو دينهم.
ووفقا لمراسل"سبوتنيك"، أدت هذه الاشتباكات إلى إغلاق الطرق المؤدية إلى الحيين، مع تحركات لتأمين خروج عدد من العائلات من المنطقة.
وأفادت مصادر محلية لـ"سبوتنيك "، بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين القوات الحكومية والفصائل الكردية المحلية في حيي الشيخ مقصود والأشرفية داخل مدينة حلب بعد اشتباكات عنيفة بين الطرفين استمرت لعدة ساعات أسفرت عن سقوط قتلى جرحى من الطرفين، بالإضافة إلى تسجيل إصابات بصفوف المدنيين في المنطقة.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع السورية، في بيان لها، إن "تحركات الجيش تأتي ضمن خطة إعادة انتشار في شمال وشمال شرق سوريا، ردًا على "اعتداءات متكررة" من قسد استهدفت المدنيين وقوات الأمن".
وأكدت الوزارة التزامها باتفاق 10 آذار/مارس، نافيةً أي نية لشن عمليات عسكرية، مشيرةً إلى أن هدف الجيش هو حماية المدنيين وممتلكاتهم. في المقابل، أصدرت "قوات سوريا الديمقراطية" بيانًا نفت فيه الاتهامات الموجهة إليها، مؤكدةً أنها انسحبت من المنطقة بموجب تفاهمات سابقة في 1 أبريل/ نيسان الماضي.
وأفادت مصادر رسمية بمقتل ثلاثة من قوات الأمن وإصابة آخرين جراء قصف استهدف أحياء سكنية في حلب، بينما أصيب مراسل قناة "سوريا الآن"، بهاء الحلبي، في خاصرته نتيجة إطلاق نار وقذائف في الأحياء الكردية.