معاريف: إسرائيل بعد هجومها على الدوحة.. "القوية المهيمنة" أم المنبوذة عالمياً؟

2025-09-11

قطر – يدور الحديث عن أحد اللاعبين المشوقين وموضع الخلاف في المنطقة، في ضوء دور مركزي تؤديه في جملة مسائل وفي ساحات ذات صلة في الشرق الأوسط (أ ف ب)محاولة تصفية قيادة حماس في الدوحة هي فصل إضافي في الحرب الطويلة التي بدأت في 7 أكتوبر. النتائج الدقيقة للهجوم لم تتضح بعد، ومع ذلك، سنركز على التداعيات السياسية للعملية.

الولايات المتحدة – رغم ردود الفعل الملتوية، واضح تماماً أن واشنطن كانت في سر الأمور، حتى وإن كانت متحفظة قليلاً على الهدف. فترامب يميل، كما تعلمنا، للانضمام إلى ما يبدو كنجاح مثلما فعل في مهاجمة إيران، والاستمتاع بثمار خطوة جريئة حققت هدفها. في نظرها، يقف السؤال: كيف سترد على نتائج الهجوم؟ حتى وإن لم تكن جلية، فواضح أن الضربة لم تكن كاملة. إضافة إلى ذلك، نفذ الهجوم في أراضي قطر، حليف استراتيجي للولايات المتحدة. ويزداد الحرج في ضوء الأقوال التي تفيد بأن واشنطن أطلعت الحكم القطري مسبقاً.

قطر – يدور الحديث عن أحد اللاعبين المشوقين وموضع الخلاف في المنطقة، في ضوء دور مركزي تؤديه في جملة مسائل وفي ساحات ذات صلة في الشرق الأوسط. قطر تؤوي القاعدة الأمريكية الأكبر في المنطقة. ورغم المصالحة التي تحققت بينها وبين دول الخليج ودول عربية أخرى (مصر)، لا يدور الحديث عن قصة حب بين هذه الدول.

 في السياق الإسرائيلي، الصورة أكثر تعقيداً، بل وتحمل طابعاً ذا سمة مميزة في ضوء التحقيق حول “قطر غيت”. إسرائيل تدير مع قطر حواراً متواصلاً، على مدى السنين، بعضه بناء ومهم. كل هذا للقول بأن الهجوم في الدوحة يخلق أزمة حقيقية في منظومة العلاقات بين الدولتين، أزمة تشبه تلك الأزمة التي نشأت عقب محاولة تصفية خالد مشعل في الأردن.

دول الخليج – هجوم الدوحة تجاوز خطاً أحمر، يبدو أن إسرائيل تبنته منذ تلك المحاولة لتصفية مشعل في الأردن. العقل يقضي بأن أراضي الدول السيادية، التي ليس لإسرائيل معها منظومة علاقات متفرعة، علنية أو سرية، هي خارج المجال. فما بالك بعد اتفاقات إبراهيم، وقبل توسيعها المنشود إلى دول أخرى.

الساحة الدولية – صورة إسرائيل في هذه الساحة لا تحظى بعطف كبير، على أقل تقدير. لا شك أن تصنيف إسرائيل هو الآن أنها “دولة منتهكة للقانون”، ولا تحترم القانون الدولي، وتلقى الآن تعزيزاً إضافياً. دول في أوروبا هي الآن في هجوم سياسي على إسرائيل، وهذا يتعزز الآن. الكثير سيكون متعلقاً بمسألة كم ستسارع قطر في الأسرة الدولية لشجب إسرائيل وللعمل ضدها. الولايات المتحدة ستتعهد في مثل هذا الوضع للدفاع عن إسرائيل، لكن، كما أسلفنا، منظومة علاقاتها مع قطر ستصعب عليها جداً.

وماذا عن الحرب في غزة ومصير المخطوفين؟ إسرائيل أرادت في هجومها على الدوحة، نسخ نموذج الضربة الناجحة لقيادة حزب الله، التي أدت إلى وقف نار يترك لإسرائيل يداً حرة في لبنان. غير أن الهجوم لم يعطِ على ما يبدو النتائج المرجوة. فضلاً عن ذلك، يدور الحديث عن ساحتين مختلفتين. فشل إسرائيلي حيال قطاع غزة قد يؤدي إلى تحكم مباشر في غزة بكل ما ينطوي عليه ذلك من معنى – أمر يتطابق وإرادة الكثيرين في الحكومة. في الأيام القريبة القادمة سنرى كيف سيؤثر الهجوم على إرادة ترامب وعلى السياسة الأمريكية.

وللنزاهة، ماذا كان سيحصل لو نجح الهجوم؟ حتماً سيكون الجواب مختلفاً، وكان تحدي حماس سيتعاظم. كان التحدي حيال قطر على حاله، خصوصاً على خلفية تلميحات بأنها كانت في سر الموضوع. تتخذ إسرائيل في العالم الواسع صورة من فقدت اللجام وتسعى لأن “تفرض هيمنتها في المنطقة بالقوة”. الأمر يلحق ضرراً هائلاً سيتعاظم.

 

ميخائيل هراري

معاريف 11/9/2025

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي