
شعر: فيليب جاكوتيه* / ترجمة: احساين بنزبير
نهاية شتاء
طفيف من الأشياء،
سلم إلى الروح الشاردة
و لاشيء يطارد ذعر ضياع الحيز
***
ربما، بخفة دافقة
حيث ديمومتها غامضة
تلك التي تغني
بصوت خالص
مسافات الأرض
***
بذار دموع
على الوجه المرتبك،
و الفصل المتلألئ
لأنهار مضطربة:
حزن يحفر الأرض
***
العمر يعاين الثلج
ينأى فوق الجبال
***
في العشب
عند الشتاء الخالف
هذي الظلال اليسيرة
و الغابات الخجولة، الحليمة
كانت محتشمة، وفية،
***
الموت ما يزال بلا انقطاع غير مدرك
***
في النهار المنعطف
هذا الرف حول جسمنا
في حقل النهار
كما العادة
قبور من أردواز زرقاء
***
الحقيقة، نقيضها
يتلاشيان دخانا
***
رعاية الأرض تتشكل
لما الجمال يضحى مفرطا،
غير أن ذلك يتعثر
لما العبور إليك، يضحى احتفالا
بغبار محروق
***
الحقيقة، اللاحقيقة
تتألقان رمادا مضمخا
قمر عند فجر الصيف
في الهواء النير
أهي الدمعة التي تتلألأ
أم قراط وهن في الزجاج
لما يطلع بخارا مذهبا
من اضطجاع الجبال
***
هكذا تدوم مـؤجلة
فوق ميزان الفجر
بين الجمر الموعود
و هذه الياقوتة المفقودة
قمر شتاء
لولوج الظلمة
خذ هذه المرآة حيث ضرام ثلج
يخمد:
ترقب منتصف الليل،
و لن ترى بعد ذلك
غير انعكاس
النعاج معمدة
***
أيها الصبا، أمحقك
صحبة العشب الذي كان أخضر
في الدخان البـيـن
الذي
قط
لم يخطفه الهواء
***
الروح التي تخيفك لولا قليل،
و أرض نهاية الشتاء
قبر نحل ليس إلا
إلى آخر مهلة ليلية
خارج حجرة ورد الجمر
الجميل، قبل
و الجبان يدعو بالإصبع
أوريون، الدبة، الخيمة
إلى الظل الذي يلازمه
***
في الضوء من جديد،
عبره و لو كان باليا
من وسط النهار عبر الأرض
إنه سباق الترغلات
***
هنا حيث الأرض تكتمل
قائمة بالقرب من الهواء
)في الضوء حيث حلم الله
اللامرئي يتسكع)
***
بين حجر و حلم انتباه
***
هذا الثلج: فرو غائر
***
يا بادية الغيهب
أدركي ّالذي يصغي إلى رماده
ليتنازل عن النار:
المياه المغدقة تهبط
إلى حد الأعشاب و الصخر
و أولى العصافير تؤجر
اليوم الذي يتمدد أوفر فأكثر
و الضوء في اقتراب
***
في سور الغابة شتاء
تستطيع من غير ولوج أن تأخذ
بالضوء النادر المرغوب:
إنه ليس حطابا مضطربا
و لا مصباحا ذا أغصان معلقة
***
هو النهار فوق القشرة
الحب الذي يتبعثر
ربما يكون رحيلا إلهيا
تقلده بالسطوة الفأس
عصافير، أزهار و فواكه
قش هذا النفس الخفيف
رفيع عند الفجر بمحاذاة الأرض:
ما الذي يعبر هكذا من جسم إلى آخر؟
نبع هارب من حظيرة الجبال
أم ضرمة
***
العصافير،
لا تسمع من بين الأحجار ذي
فقط، و من بعيد، مطارق
* شاعر سويسري
**كاتب ومترجم مغربي