دراسة: التوتر العاطفي بين الزوجين يغيّر أسلوب الأم في التأديب

الأمة برس
2025-07-05

دراسة: التوتر العاطفي بين الزوجين يغيّر أسلوب الأم في التأديب (الرجل)أظهرت دراسة جديدة أن النزاعات الحادة بين الأزواج قد تؤثر بشكل مباشر في أسلوب الأمهات بتربية الأطفال، خصوصًا في سنوات الطفولة المبكرة. وقد وجدت الدراسة أن التفاعلات العدائية بين الزوجين تُضعف شعور الأم بالأمان العاطفي في العلاقة، مما يدفعها إلى تبنّي أساليب تأديب أكثر صرامة وأقل تواصلًا، بحسب الرجل.

قاد الدراسة الدكتور كوري بلاتس (Cory Platts)، الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه بجامعة ميزوري، الذي أشار إلى أن “العدائية المتكررة بين الأزواج لا تتوقف عند العلاقة الثنائية، بل تمتد لتؤثر على الرابط بين الأم وطفلها”. وتابع: “هذه العلاقة تُفسَّر من خلال تأثير التوتر العاطفي على ارتباط الأم بشريكها، ما يقلل من قدرتها على طلب الدعم منه أثناء المواقف التربوية الصعبة”.

واستندت الدراسة التي نشرت في مجلة Developmental Psychology، إلى نظرية التعلّق العاطفي، التي ترى أن شعور الفرد بالأمان العاطفي في العلاقة يؤثر في طريقة تعامله مع الآخرين، خصوصًا الأطفال. ووجد الباحثون أن تراجع هذا الشعور يدفع الأمهات إلى أنماط من السلوك التربوي تشمل التوتر الزائد، والانفعال، واستخدام العقوبات البدنية.

أنماط مختلفة بين الأمهات والآباء

شملت الدراسة 235 عائلة من طبقة متوسطة، وتابعت تطوّر العلاقة بين الزوجين وسلوكهم التربوي على مدى ثلاث سنوات، باستخدام اختبارات نفسية، وأسئلة ميدانية، وملاحظات مخبرية لحوارات واقعية بين الأزواج. وخلال تلك المدة، لاحظ الباحثون أن تراجع شعور الأم بالأمان العاطفي في العلاقة يُعد مؤشرًا قويًا على استخدامها أساليب عقابية حادة مثل الضرب أو الصراخ.

كما كشفت الدراسة أن الأمهات اللواتي أظهرن ميلاً لتجنّب الاعتماد العاطفي على أزواجهن، كنّ أقل ميلاً لاستخدام الأساليب التربوية القائمة على الحوار والتفسير، مثل شرح النتائج المنطقية لسلوك الطفل.

في المقابل، لم تظهر نتائج مشابهة لدى الآباء، رغم أن بعضهم أبدى مستويات أعلى من القلق أو التجنّب العاطفي. وعلّق بلاتس: “ربما يعود ذلك إلى أن الأمهات غالبًا ما يتحملن مسؤولية الرعاية الأساسية خلال سنوات الطفولة الأولى، ما يجعلهن أكثر حساسية للتوتر العاطفي”.

وأشار الفريق البحثي إلى أن هناك بُعدًا غير واعٍ في العلاقة، تم قياسه عبر اختبار حاسوبي يربط تلقائيًا بين اسم الشريك وكلمات تعكس الأمان أو التهديد. وقد أظهرت النتائج أن الأمهات اللواتي انخفضت لديهن هذه الارتباطات اللاواعية بشعور الأمان، كنّ أكثر ميلًا لاستخدام العقوبات القاسية بعد عام واحد فقط من تصاعد الخلافات الزوجية.

ورغم دقة النتائج، يقرّ الباحثون ببعض القيود، مثل اعتماد بعض القياسات على تقييم ذاتي قد لا يعكس السلوك الحقيقي، إضافة إلى محدودية التنوّع الثقافي في العينة المدروسة. كما لاحظوا تقلبًا كبيرًا في النتائج المرتبطة بالآباء على وجه الخصوص، مما يدعو إلى التوسّع في دراسة الروابط غير المباشرة بين التوتر العاطفي والأبوة في مراحل عمرية لاحقة.

وأكد بلاتس أن “الأمهات قد يكنّ أكثر عرضة للتأثر بالتوتر العاطفي داخل العلاقة، بسبب الاعتماد الكبير على الشريك في تنظيم الضغوط النفسية”. لكنه أضاف أن دور الآباء قد يصبح أكثر تأثيرًا مع تقدّم الأطفال في العمر، ما يتطلّب توسيع نطاق الأبحاث لتشمل هذه المرحلة.









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي