معاريف: كيف ستؤثر خطة ترامب لترحيل الفلسطينيين سلباً على مصالح إسرائيل الاستراتيجية؟  

2025-02-11 | منذ 4 ساعة

 

دونالد ترامب الرئيس الامريكي (ا ف ب)القنبلة التي ألقاها الرئيس ترامب لإخلاء سكان غزة وحديثه عن التزامه بشراء القطاع بل والسماح لدول في المنطقة ببناء أجزاء منه، تأتي على حد فهمه بعرض حل إبداعي في شكل صفقة عقارية. ومع ذلك، فإن مراجعة معمقة تثير تساؤلات وعلامات استفهام عديدة، عن أي قدر بالفعل تعد هذه أفكاراً متبلورة مع خطة عمل واضحة وقابلة للتنفيذ. ربما تستهدف مبادرة ترامب بأن على الدول العربية أن تشمر عن أكمامها وتستثمر المقدرات اللازمة وتسهم في المسيرة الطويلة لإعمار القطاع وإنهاء حكم حماس.

 لكن حالياً ليس واضحاً كيف يفترض بالخطة أن تتحقق وأي دول يفترض بها أن تستوعب مليوني غزي. حتى لو وافق بعض من سكان القطاع على المغادرة، فإن الكثيرين لن يوافقوا على الإخلاء طواعية، وإمكانية الإخلاء بالقوة ليست عملية. فضلاً عن ذلك، تنطوي المبادرة على إمكانية المس بمصالح إسرائيل الاستراتيجية. يتضح الآن تراص صفوف الدول العربية بقيادة مصر والأردن والسعودية في معارضتها القاطعة للمبادرة، التي قد تضع العصي في دواليب التطبيع. فقد رفضتها السعودية رفضاً باتاً بل وادعت -بخلاف أقوال ترامب- بأنها ما زالت متمسكة بإقامة دولة فلسطينية شرطاً لتحقيق التطبيع. لهذا ثمة معان سلبية على إمكانية تعزيز المحور الإقليمي بين إسرائيل والدول العربية، والذي أحد أهدافه المركزية هو الصراع المشترك ضد إيران وفروعها في المنطقة.

كما أن المبادرة قد تؤدي إلى احتدام شبكة العلاقات، المتوترة على أي حال بين مصر والأردن وإسرائيل، خصوصاً إذا ما أعربت عن تأييدها واتخذت صورة من تدفع نحو تحقيقها. وأخيراً، حتى لو دار الحديث عن محاولات لنقل السكان بالقوة، فالأمر يتعارض صراحة مع القانون الدولي.

والأهم أن هناك سؤالاً يثور حول الآثار المحتملة على الاحتمالات لإتمام الصفقة. فهل ستكون حماس بالفعل مستعدة للتقدم لإتمام كل مراحل الصفقة حتى إعادة آخر المخطوفين، في ضوء الفهم بأن الحديث يدور عن مرحلة أولى لإنهاء حكمها وصرفها من غزة كجزء من خطة واسعة لإخلاء كل سكان القطاع.

من هنا يتضح أن نتنياهو، رغم العناق الحار الذي تلقاه من الرئيس ترامب وأهمية شبكة العلاقات الشخصية بينهما للأمن القومي لدولة إسرائيل، ينبغي له إبداء الحذر من السير خلف حلم إخلاء غزة. بل يجب أن يكون هدفه الأعلى هو إعادة كل المخطوفين في أقرب وقت. فضلاً عن الواجب الوطني والقيمي والأخلاقي تجاههم وتجاه أبناء عائلاتهم ومواطني الدولة، فهذه هي بداية المخاض لإنهاء الحرب، ولبلورة بديل سلطوي لحماس في غزة والتقدم في مسيرة التطبيع مع السعودية.

كل هذا سيتيح لإسرائيل التركيز على التهديد الأكثر تجسداً لأمنها القومي من جانب إيران. رئيس الوزراء ملزم بأن يتأكد من أن عناصر الاتفاق ستضمن ألا تتمكن إيران من نيل سلاح نووي وألا تكون دولة حافة نووية، وفي الوقت نفسه إعداد خيارات أخرى للعمل إذا ما فشلت المفاوضات.

المعنى، أن على نتنياهو، إلى جانب ترامب، أن يبلور خطة واقعية وقابلة للتنفيذ تسمح لإسرائيل بتصميم واقع أمني – سياسي محسن والتصدي لجملة التهديدات والتحديات التي تقف أمامها.

 

د. شاي هار – تسفي

 معاريف 11/2/2025








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي