هآرتس: من واشنطن.. عائلات "المخطوفين" لترامب: لا تكن بايدن 2 أمام نتنياهو

2025-02-04

هآرتس: من واشنطن.. عائلات "المخطوفين" لترامب: لا تكن بايدن 2 أمام نتنياهو (أ ف ب)ليس صدفة أن غريزة الأمومة لدى عيناب تسنغاوكر الموجهة لإنقاذ حياة ابنها متان الأسير في قطاع غزة، قادتها إلى واشنطن؛ فقد أدركت أنها إذا كانت تريد ابنها على قيد الحياة فعليها الالتفاف على حكومة إسرائيل ورئيسها نتنياهو والتوجه مباشرة إلى ترامب. هكذا تملك احتمالاً لتنفيذ المرحلة الثانية من صفقة.

واضح لتسنغاوكر – مثلما لكثير من عائلات المخطوفين والجمهور بعامة – أن الأمور لو كانت منوطة بحكومة إسرائيل ورئيسها، فمن شبه المؤكد أن الصفقة الحالية ما كانت لتخرج إلى حيز التنفيذ. وحده الضغط الذي مارسه ترامب مباشرة على نتنياهو سمح بتنفيذ الخطة التي نسجت بكاملها برعاية إدارة بايدن وكانت على الطاولة منذ أيار. يتلخص الفرق بين منحى أيار والاتفاق الحالي في القائمة الاسمية للمخطوفين، والتي تغيرت عقب قتل المخطوفين في الأسر وإعادة جثثهم إلى البلاد. تسنغاوكر، وعائلات المخطوفين وكثيرون في الجمهور، يدركون بأن الأمور تنطبق أيضاً على تنفيذ المرحلة الثانية. كل تأخير يعرض حياة المخطوفين للخطر، والوحيد الذي يملك الضغط على نتنياهو للقيام بما هو ملقى على عاتقه كرئيس وزراء إسرائيل (بخلاف موقف الحكومة حتى الآن) ولإعادة كل من اختطف تحت ورديته إلى البلاد – هو ترامب.

ولهذا سافرت تسنغاوكر لواشنطن كي تطلب من ترامب “ألا يسمح لنتنياهو بالتضحية بحياة متان وباقي المخطوفين”. تحاول تسنغاوكر توجيه عيني ترامب إلى الحقل السياسي الإسرائيلي لفهمها أن عيني نتنياهو تنصبان حصرياً إلى هناك. “نتنياهو وشركاؤه يحاولون تخريب الاتفاق، والمتطرفون يهددونه بتفكيك الحكومة، والذين هم في محيطه يتحدثون عن وجوب العودة إلى القتال”، وأضافت: “سيحاول نتنياهو خداعك مثلما خدع بايدن – فلا تسمح له”.

تشدد عائلات المخطوفين على موضوع الزخم، وتدعو رئيس الوزراء ألا يخلق “فجوة خطيرة” بين المرحلة الأولى والمرحلة الثانية. غير أن نتنياهو ومحيطه و”مصدر سياسي” وأبواقه، يطلقون الآن رسائل متضاربة كأنهم يرغبون تفويت الزخم عن قصد. بالإنكليزية يقول شيئاً ما، وبالعبرية شيئاً آخر، وبيبياً شيئاً ثالثاً؛ فعيناه لا تركزان إلا على هدف واحد: البقاء في الحكم.

على ترامب أن يعرف أن لنتنياهو شبكة أمان سياسية لإتمام الصفقة، لذا لا توجد معاذير. الطريق إلى الاتفاق مع السعودية، الذي يريده، يمر بالضرورة في إنهاء الحرب وإعادة كل المخطوفين إلى إسرائيل. يجب الانضمام إلى تسنغاوكر في طلبها: “يا ترامب، لا تسمح لنتنياهو بتخريب الاتفاق وتحقيق الحلم”.

أسرة التحرير

هآرتس 4/2/2025








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي