أعود الى نخلةٍ أرضَعَتني

2025-01-30

عادل الحنظل*

 

1
قدَماي
لن تعبرا حدودَ الوطن.. معاً
تجنّسَتْ إحداهُما مع الغُرباء
واستأصلوا من الأخرى
كاملَ الجنسية
**
2
ارتَحِلْ، قدرَ ما تشاء
فأنتَ.. لمّا لم تجد في نهايةِ الطَواف
مربَطَ الحَبل
تَمَسّكتَ بالنوايا، كعابثٍ بالرَمل.
**
3
الصراخُ في داخلي..
بلا صَوت
صَداهُ خلّفَ في جَبهَتي
بضعَةَ خُطوط
يجعَلُها الابتسام..
في غاية ِ الغَباء
**
4
في صراعي معي،
نَزَعتُ أجنحَةَ السِنين
لأخرجَ منتصراَ
بأقلّ النُدوب
راضياَ.. بسُخريةِ الحُفَر
**
5
لا بريقَ في عَينَيها..
لا دموع
كلّ رغبتِها
أن يختَفي الباحثونَ عنها
كسلعةٍ مكسورة
في قمامةِ العُقول
**
6
ناوَلَني كأساً.. كأنّ روحَهُ فيها
يا صاحبي
كفَفتُ عن الثَمالة
لم تعُد أوردَتي تُطيق
لا تصِدّ
هكذا هَمَسَتْ..
جُموعُ الملائكة
**
7
أعودُ مراراً
مراراً..
بلا كلَل
الى نَخلةٍ أرضَعَتني
بلا فِطام
**
8
لم تكفِني الأعوام
لأمخرَ المُحيطَ الذي في داخلي
أخفيتُ أيضا.. جميعَ اكتشافاتي
لأبسطَ الخرائطَ القديمة
في كلّ عيد
**
9
الشمعةُ التي احترَقَتْ لغيري
صنَعتُها..
وحينَ أحترِقْ
سيَرجمونَني..
بما سالَ منّي
**
10
سأعودُ.. حتماً
قلتُها بحُرقَة
بعدَ أن قَضَمتُ آخرَ يومٍ..
في حرّيتي.
**
11
لا تُحدّثيني عن الشَوق
كعشتار..
أخبري قلبَكِ أن يرتدّ.. مثلي
لنحترق
بلا ثعابين.. وتُفّاح
**
12
عندما صارَ الوطنُ سجناً
لم أجدْ سجيناً معي
كان جميعُ الناسِ..
سجّانين
**
13
توقّدتُ كالجَمْر
تحتَ أمطارِ تشرين
حين لامسَ شعرُكِ المُخضَلّ جبهَتي
يدعوني..
الى وليمةِ حُبّ
بلا بلل
**
14
في باب سليمان*
آثارُ أقدامي على ضِفةِ النَهر
الطينُ يحفظُ الذكرى
لكنّهُ ظامئ
رحَلنا عنهُ..
أنا.. والماء
**
15
لستُ جاحداً
ظننتُ أني عرَفتُ ذاتي
بعدَ ارتقاءٍ وهُبوط
ثم اكتشفتُ أخيراً
جَهلي بنفسي
**

* باب سليمان هي القرية التي ولِدتُ فيها وتقع جنوب مدينة البصرة

*كاتب عراقي









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي