بعد أكثر من 15 شهرا من حرب مدمّرة.. "اتفاق غزة" صامد لليوم الثاني

أ ف ب-الامة برس
2025-01-20

 

 

فلسطينيون يستقبلون حافلة تقل فلسطينيين كانوا معتقلين في سجون إسرائيلية في بيتونيا في الضفة الغربية المحتلة في 20 كانون الثاني/يناير 2025 (أ ف ب)   القدس المحتلة - ما زال وقف إطلاق النار الهش في الحرب بين إسرائيل وحماس صامدا في يومه الثاني الاثنين 20 يناير 2025، ، بعد إفراج  إسرائيل عن 90 معتقلا فلسطينيا من سجونها إثر إفراج حركة حماس عن ثلاث رهينات إسرائيليات كن محتجزات في قطاع غزة في اليوم الأول لبدء سريان وقف إطلاق النار بين الطرفين بعد أكثر من 15 شهرا من حرب مدمّرة.

وعشية دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب البيت الأبيض لولاية رئاسية جديدة، توقّف إطلاق النار الساعة 9,15 بتوقيت غرينتش في قطاع غزة بعد نحو ثلاث ساعات من الموعد المحدّد بسبب تأخّر حماس في تسليم قائمة بأسماء الرهينات الثلاث ورفض إسرائيل الالتزام بوقف النار قبل الحصول عليها.

ولم يبلّغ منذ ذلك الحين عن أي خرق.

لم تنتظر رنا محسن (43 عاما) بدء التهدئة وتوجهت مع زوجها وأطفالهما الأربعة إلى منزلهم في مخيم جباليا. وتقول لفرانس برس "فرحتي لا توصف، نحن في منزلنا أخيرا. صحيح انه مجرد ركام لكنه منزلنا، نحن محظوظون لأن جزءا من السقف لا يزال صامدا".

وبدت مدن ومخيمات القطاع أكوام ركام، فيما اغلقت معظم الشوارع بحجارة المباني المدمرة مع حفر كبيرة تتوسط العديد من الطرقات.

وجاء الاتفاق بعد أكثر من 15 شهرا من حرب اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

- عودة الرهينات-

وسلّمت حركة حماس الرهينات الثلاث المحتجزات في قطاع غزة منذ يوم الهجوم، الى الصليب الأحمر في ساحة السرايا في حي الرمال في مدينة غزة، وسط تجمهر حشد من السكان وعناصر كتائب عز الدين القسام بلباسهم العسكري وأسلحتهم.

والرهينات الثلاث هن إميلي داماري (28 عاما) التي تحمل أيضا الجنسية البريطانية، ورومي غونين (25 عاما)، ودورون شتاينبرخر (31 عاما) التي تحمل أيضا الجنسية الرومانية.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إنّهن "مررن بمعاناة رهيبة ... اختبرن الجحيم. إنهنّ يخرجن من الظلمة إلى النور، من الاعتقال إلى الحرية".

في "ساحة الرهائن" في تل أبيب، استقبل الآلاف الثلاث بالدموع والتصفيق والعناق. وقالت روني تارنوفيسكي (23 عاما)، صديقة إميلي داماري، "إنه شعور نتوق إليه منذ أكثر من عام".

وبين الموعد الأساسي لبدء تنفيذ الاتفاق الساعة الثامنة والنصف صباحا، وبدء العمل به، نفّذت إسرائيل ضربات على شمال قطاع غزة أوقعت ثمانية قتلى، بحسب الدفاع المدني في غزة.

وعزت حماس التأخير في تسليم أسماء الرهينات الثلاث "لأسباب فنية ميدانية" واستمرار القصف.

وينص الاتفاق الذي تمّ بوساطة قطرية مصرية أميركية، على الإفراج في المرحلة الأولى منه الممتدة على ستة أسابيع، عن 33 رهينة.

وأعلنت فرنسا الإثنين أن ليس لديها معلومات حول مصير الرهينتين الفرنسيين الإسرائيليين عوفر كالديرون وأوهاد ياحالومي.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو  لقناة "بي اف ام تي في /ار ام سي" ردا على سؤال حول مصيرهما "لا أخبار لدينا. وهذه هي مأساة عمليات احتجاز الرهائن الجماعية في السابع من تشرين الاول/ أكتوبر. لا نملك أي أخبار عن حالتهم الصحية، وظروف احتجازهم".

وأشار بارو إلى أنهما " جزء من قائمة تضم 33 رهينة يفترض إطلاق سراحهم خلال الأربعين يوما المقبلة".

وأعلنت السلطات الإسرائيلية أنها ستفرج عن قرابة 1900 فلسطيني في إطار المرحلة الأولى، بينهم تسعون معتقلا يُفرج عنهم الإثنين.

ويفترض أن تتيح المرحلة الثانية الإفراج عن بقية الرهائن، على ما أوضح الرئيس الأميركي جو بايدن لدى الإعلان عن الاتفاق قبل ثلاثة أيام. أما المرحلة الثالثة والأخيرة، فستُكرس لإعادة بناء غزة وإعادة رفات الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.

وبين الفلسطينيين ال1900 الذين ستُفرج إسرائيل عنهم، أكثر من 230 سيتمّ إبعادهم عن الأراضي الفلسطينية، وفق ما ورد في اللأئحة التي نشرتها إٍسرائيل الأحد، وهم يقضون في سجونها أحكاما بالسجن المؤبّد.

وقال مصدران في حركة حماس شاركا في المفاوضات إن عدد الذين سيتم إبعادهم هو 236 سُيبعدون الى قطر أو تركيا حال الإفراج عنهم.

- مساعدات -

ودخلت أولى شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بعد دقائق على بدء وقف إطلاق النار، على ما أعلن مسؤول في الأمم المتحدة.

وقال توم فليتشر، منسق الإغاثة في الأمم المتحدة، إن 630 شاحنة دخلت غزة، 300 منها توجهت إلى شمال القطاع.

وأفادت السلطات المصرية أنه "تمّ الاتفاق على نفاذ 600 شاحنة يوميا" إلى داخل غزة، بموحب الاتفاق، بينها "50 شاحنة وقود".

وقال كارل سكاو، نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، لوكالة فرانس برس، "نحاول الوصول إلى مليون شخص في أقرب وقت ممكن".

وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس الأحد ارتفاع حصيلة القتلى في قطاع غزة نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية الى 46913 منذ بدء الحرب قبل أكثر من خمسة عشر شهرا.

اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 إثر هجوم غير مسبوق لحماس داخل إسرائيل، وحوّلت القطاع كتلا هائلة من الركام جرّاء حجم التدمير الذي قالت الأمم المتحدة إنه "لم يسبق له مثيل في التاريخ الحديث". كما تسببت الحرب بنزوح سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون مرارا وتكرارا.

وتسبّب هجوم حماس بمقتل 1210 أشخاص، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية. وخُطف خلاله 251 شخصا ما زال 91 منهم محتجزين في قطاع غزة، فيما أعلن الجيش مقتل أو وفاة 34 منهم.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي