بعد الاحتفالات.. النازحون من غزة يعودون إلى ديارهم المدمرة  

أ ف ب-الامة برس
2025-01-19

 

 

عاد النازحون من غزة إلى مخيم جباليا للاجئين المدمر يوم الأحد، قبيل سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس. (أ ف ب)   القدس المحتلة - توجهت طوابير تضم مئات الأشخاص شمالا من مدينة غزة إلى جباليا، الأحد 19يناير2025، محاطين على الجانبين بعدد لا يحصى من المباني التي تحولت إلى أنقاض، مع دخول وقف إطلاق النار في الأراضي الفلسطينية حيز التنفيذ.

وفي بعض الأماكن، عبروا مشهدًا رماديًا مليئًا بالخرسانة المسحوقة ومليئًا بهياكل المباني المدمرة.

ساروا عبر ضباب من الغبار الناجم عن حركة مئات الأقدام والمركبات على التربة الرملية على الطرق التي تم تجريدها من رصفها.

وفي الأجزاء التي بقي فيها الرصيف، كان مغطى بطبقات من الغبار والحطام.

وقال وليد أبو جياب، أحد النازحين من غزة والذي عاد إلى منزله في جباليا: "جئنا إلى هنا في السادسة صباحاً لنرى الدمار الهائل غير المسبوق".

وأضاف في تصريح لوكالة فرانس برس "لم يعد هناك شيء في الشمال يستحق العيش من أجله".

وعلى جانبي الطريق انهارت بنايات سكنية سابقة بعد أشهر من القصف والغارات الجوية الإسرائيلية خلال عملية عسكرية ركزت بشكل مكثف على شمال الأراضي الفلسطينية.

ووصف فؤاد أبو جلبوع، وهو أحد النازحين من جباليا، المشهد عند عودته إلى منزله بأنه "دمار لا يوصف، ولا يشبه أي شيء شهده التاريخ من قبل أو بعد ذلك".

- "أنا ذاهب إلى رفح" -

ورغم الأضرار، شهد يوم الأحد مشاهد من الفرح والابتهاج، رغم تأخر وقف إطلاق النار لعدة ساعات.

وفي مدينة خان يونس بجنوب البلاد، تجمعت الحشود في الشوارع وهتفت بينما كان مسلحون يتجولون في شاحنات صغيرة، وهم يحملون بنادق كلاشينكوف، ويطلقون النار في الهواء احتفالاً.

وتجمع مئات الأشخاص عند تقاطع طرق، حيث كانوا يعزفون على الطبول ويلوحون بالأعلام الفلسطينية ويرددون الهتافات.

وقال رجل لوكالة فرانس برس من نافذة سيارته التي كانت مكتظة بعائلته وكل متعلقاته: "هذه الفرحة أجمل من فرحة العيد، وهذه هي الفرحة الأجمل".

وأضاف بحماس "أنا ذاهب إلى رفح"، حتى أن سيارته اضطرت إلى التوقف تماما بسبب حشود الفلسطينيين المحتفلين.

وفي رفح، أقصى جنوب قطاع غزة، بدأ الناس في العودة بأعداد كبيرة قبل دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، حيث أرجأت إسرائيل التنفيذ لمدة ثلاث ساعات تقريبا، قائلة إنها لم تتلق قائمة بأسماء الرهائن الذين تريد حماس إطلاق سراحهم.

اندلعت الحرب في غزة ردا على الهجوم المفاجئ الذي شنته الجماعة المسلحة على إسرائيل في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل 1210 أشخاص، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

وأسفرت الحملة الانتقامية التي شنتها إسرائيل عن مقتل 46913 شخصا على الأقل، معظمهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة في القطاع الذي تديره حركة حماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

- "سنعيد البناء" -

وقال محمد الشاعر، أحد النازحين، إن "الأهالي عادوا إلى مدينة رفح، رغم أنها لم تعد مدينة، والآلاف من المواطنين في طريقهم للعودة".

أخذ السكان معهم كل ما تبقى من ممتلكاتهم، وانتقلوا بشاحنات وعربات يجرها حمار ودراجات وسيراً على الأقدام إلى رفح، حاملين كل شيء من خزانات المياه الكبيرة إلى المراتب.

وفي مدينة النصيرات بوسط القطاع، احتشد الأطفال المبتهجون في الشوارع، وقام أفراد قوات الأمن التابعة لحماس بدوريات مسلحة ويرتدون الزي الرسمي قبل وقت قصير من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

في مدينة غزة، انطلقت قافلة من الجرافات لتنظيف الشوارع من الأنقاض والقمامة المتراكمة خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية، والتي توقفت خلالها الخدمات العامة بسبب الحرب. وفي البعيد، ترددت أصوات طلقات نارية احتفالية.

وقال المتحدث باسم مدينة غزة عاصم النبيه، في تصريح لقناة "إكس" الإخبارية، إن المدينة ستسهل عودة سكانها.

"نبدأ اليوم بإعادة فتح الطرق الرئيسية في مدينة غزة تمهيدا لعودة مواطنينا النازحين"، كما كتب.

وقال وليد أبو جلبوع من جباليا إنه بدأ يفكر في المستقبل.

"إن شاء الله بإرادتنا وإيماننا بالله وقوتنا سنعيد البناء ونعيش".

 








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي