الدوحة - أعلن رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني الأربعاء أن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى محتجزين في غزة ومعتقلين فلسطينيين، يدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل.
وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي "يسرّ دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية الإعلان عن نجاح جهود الوساطة المشتركة لوصول طرفي النزاع في قطاع غزة إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى والرهائن والعودة إلى الهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بين الجانبين".
وأكد رئيس وزراء قطر أن حماس ستطلق سراح 33 أسيرا في المرحلة الأولى، لافتا إلى أن اتفاق غزة يتضمن إدخال مساعدات وإعادة تأهيل المستشفيات.
وأفاد محمد بن عبد الرحمان آل ثاني بأن المرحلة الأولى تستمر 42 يوما مع وقف إطلاق النار، كما ستشهد انسحاب القوات الإسرائيلية شرقا.
وناشد رئيس وزراء قطر جميع الأطراف الالتزام بتنفيذ اتفاق غزة.
وهذا أبرز ما جاء في مؤتمر رئيس الوزراء القطري:
وهذا أبرز ما جاء في مقابلة الأنصاري مع الجزيرة:
الطرفان اتفقا على بدء سريان وقف إطلاق النار الساعة 12:15 ظهر الأحد.
المرحلة المقبلة تحتاج إلى ضغط حقيقي لضمان تنفيذ الاتفاق.
اتفاق وقف إطلاق النار يهدف إلى سلام مستدام من خلال المفاوضات.
الضامنون الثلاثة سيعملون من خلال غرفة متابعة مشتركة.
فرق تنفيذية ستبدأ عملها صباح الخميس لبحث تفاصيل الاتفاق.
مسار الوساطة سيبدأ مرحلة جديدة مع كل الشركاء لضمان تنفيذ الاتفاق وبقية مراحله.
الدفع الأخير من إدارتي جو بايدن ودونالد ترامب كان له دور كبير في إنجاز الاتفاق.
لا يمكن القول إن جهدا معينا هو الذي ساهم بالاتفاق لكنها جهود أطراف عدة.
دولة قطر تؤكد أنها ستبدأ مباشرة في إيصال المساعدات إلى أهلنا بغزة.
وقبيل المؤتمر الصحفي أعلنت حركة حماس تسليم وفدها الوسطاء القطريين والمصريين موافقتها على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأكدت حماس أنها تعاملت بكل مسؤولية وإيجابية "انطلاقا من مسؤوليتنا تجاه شعبنا الصابر بوقف العدوان عليه، ووضع حد للمجازر".
وقبل المؤتمر، التقى رئيس وزراء قطر بمفاوضي حماس ووفد إسرائيل في اجتماعين منفصلين، لإعطاء دفعة نهائية لمساعي وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى المحتجزين.
كذلك، أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب التوصل إلى صفقة تبادل بشأن الأسرى في الشرق الأوسط، مؤكدا أنه سيتم إطلاق سراحهم قريبا.
بنود إتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس
تفاصيل الاتفاق
وكان الزميل الإعلامي في قناة الجزيرة تامر المسحال قد كشف -قبيل المؤتمر الصحفي- تفاصيل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
وبلغة الأرقام، سيتم الإفراج خلال المرحلة الأولى من الاتفاق عن 33 أسيرا إسرائيليا، في حين ستفرج إسرائيل خلال المرحلة الأولى عن قرابة ألفي أسير، بينهم 250 من ذوي المؤبد، وكذلك من بينهم قرابة ألف من المعتقلين بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وحسب المسحال، فقد طالبت إسرائيل بأسرى من خارج فئات المجندات والمرضى وكبار السن تعتبرهم حماس ضمن فئة جنود الاحتياط، مشيرا إلى أنه تم حل هذه المعضلة بإضافة هؤلاء الأسرى ضمن المرحلة الأولى مقابل الإفراج عن ألف أسير فلسطيني ممن تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإضافة أعداد أكبر من أصحاب المؤبدات.
لكن إسرائيل تحفظت على إطلاق أسماء كبار الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال خلال المرحلة الأولى، حسب تامر المسحال.
وتتضمن المرحلة الأولى أيضا انسحاب جيش الاحتلال من شارع الرشيد (البحر)، مما سيمكن النازحين من العودة إلى منازلهم، إلى جانب فتح معبر رفح لإخراج الجرحى الفلسطينيين بعد أسبوع من بدء الصفقة التي تتضمن كلمة "الهدوء المستدام".
ويتضمن الاتفاق تشكيل لجنة مصرية قطرية تشرف على عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، إضافة إلى أن الانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم سيكون على مراحل، وسينسحب جيش الاحتلال أيضا من المناطق السكنية إلى حدود غزة بعمق 700 متر.
وستخفف القوات الإسرائيلية وجودها في محور فيلادلفيا بين قطاع غزة ومصر، ثم ستنسحب منه بشكل كامل لاحقا على مراحل.
ويتضمن الاتفاق موافقة إسرائيل على فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر، وكذلك بروتوكولا إغاثيا وإنسانيا خلال المرحلة ذاتها بإشراف الوسطاء، مع السماح بسفر جرحى قطاع غزة للعلاج في الخارج.
كذلك، تطالب حماس بضمانات بوضع جدول زمني محدد لإعادة إعمار ما دمرته الحرب في قطاع غزة، وفق مصادر الجزيرة.
وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا غير مسبوقة على قطاع غزة خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نفذت كتائب القسام هجوما كبيرا على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة، وقتلت مئات الجنود والضباط الإسرائيليين.
وكذلك أسرت القسام ما لا يقل عن 240 إسرائيليا، وقد أطلق ما يزيد على 100 منهم خلال هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر/تشرين الثاني 2023، في حين قُتل العشرات من المحتجزين في غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 15 شهرا.