برلين - تسابق ألمانيا الزمن، السبت 11يناير2025، لتأمين ناقلة محملة بكثافة تقطعت بها السبل قبالة ساحلها الشمالي، وسحب السفينة المنكوبة التي قالت إنها جزء من "أسطول الظل" الروسي المخالف للعقوبات بعيداً عن الشاطئ لتجنب تسرب النفط.
وكانت السفينة "إيفنتين" التي يبلغ طولها 274 مترا تبحر من روسيا إلى مصر وعلى متنها نحو 100 ألف طن من النفط عندما تعطل محركها وفقدت القدرة على المناورة، بحسب القيادة المركزية الألمانية للطوارئ البحرية.
وبينما انحرفت السفينة في المياه الساحلية يوم الجمعة، انتقدت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك استخدام روسيا "لناقلات نفط متهالكة" لتجنب العقوبات على صادراتها النفطية، ووصفتها بأنها تهديد للأمن الأوروبي.
وقالت القيادة إن ثلاث قاطرات انضمت إلى السفينة "إيفنتين" وتحاول توجيهها نحو الشمال الشرقي، بعيدا عن الساحل ونحو منطقة "أكثر أمانا" حيث يوجد "مساحة بحرية أكبر".
وقالت إنها اتخذت "إجراءات السلامة" بسبب البحر الهائج، مع أمواج بارتفاع 2.5 متر (8 أقدام) وهبات رياح قوية.
وتم اعتراض السفينة قبالة جزيرة روجين، بعد أن وصلت إلى مسافة 14 كيلومترًا (9 أميال) من الساحل.
وقالت السلطات يوم الجمعة إنه لم يتم رصد أي تسرب نفطي من خلال عدة طلعات مراقبة جوية، وقام المستجيبون بتمرير أجهزة راديو ومصابيح يدوية إلى أفراد الطاقم العالقين.
وقالت القيادة في ساعة مبكرة من صباح السبت إن سحب السفينة إيفنتين لمسافة 25 كيلومترا تقريبا إلى مياه أكثر أمانا شمال شرقي كيب أركونا سيستغرق نحو ثماني ساعات، مضيفة أنها تتوقع وصولها بحلول منتصف الصباح.
- 'ناقلات صدئة'-
ورغم أن الناقلة كانت تبحر تحت العلم البنمي، فإن وزارة الخارجية الألمانية ربطتها بـ"أسطول الظل" الروسي الذي يخرق العقوبات.
وقال بيربوك إن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، من خلال نشر أسطول من الناقلات الصدئة بلا رحمة، لا يتحايل على العقوبات فحسب، بل يقبل طواعية أيضا أن السياحة في بحر البلطيق سوف تتوقف" في حالة وقوع حادث.
وفي أعقاب غزو موسكو لأوكرانيا، فرضت الدول الغربية حظرا على صناعة النفط الروسية، ومنعت تقديم الخدمات للسفن التي تحمل النفط عن طريق البحر.
وردًا على ذلك، اعتمدت روسيا على ناقلات نفط ذات ملكية غامضة أو لا تتمتع بالتأمين المناسب لمواصلة تصدير النفط المربح.
وبحسب مركز الأبحاث الأمريكي "المجلس الأطلسي"، فإن عدد السفن في "أسطول الظل" ارتفع بشكل كبير منذ بدء الحرب في أوكرانيا.
وبالإضافة إلى التحرك المباشر ضد صناعة النفط الروسية، تحركت الدول الغربية لفرض عقوبات على السفن الفردية التي يُعتقد أنها تنتمي إلى أسطول الظل.
فرض الاتحاد الأوروبي حتى الآن عقوبات على أكثر من 70 سفينة يعتقد أنها تنقل النفط الروسي.
قررت الولايات المتحدة وبريطانيا، الجمعة، فرض قيود على نحو 180 سفينة إضافية في أسطول الظل.