إسلام أباد - يجتمع ممثلو عشرات الدول والمنظمات الدولية ونشطاء من بينهم الحائزة على جائزة نوبل للسلام الباكستانية ملالا يوسفزاي في اسلام اباد السبت 11يناير2025، لحضور قمة تستمر يومين حول تعليم الفتيات في العالم الإسلامي تجاهلتها حركة طالبان الأفغانية.
افتتح رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف القمة التي يشارك فيها وزراء وسفراء من 44 دولة، بالإضافة إلى كبار الشخصيات الدينية وممثلين عن الأمم المتحدة والبنك الدولي.
وقال شريف في مستهل القمة التي تدعمها رابطة العالم الإسلامي، "إن العالم الإسلامي، بما في ذلك باكستان، يواجه تحديات كبيرة عندما يتعلق الأمر بضمان حصول الفتيات بشكل عادل على التعليم".
واعتبر أن "رفض تعليم الفتيات يعادل الغاء أصواتهن وخياراتهن، كما يحرمهن من الحق في مستقبل مشرق".
وقال وزير التعليم الباكستاني خالد مقبول صديقي لوكالة فرانس برس إن أفغانستان، الدولة المجاورة لباكستان، تلقت دعوة لحضور القمة، لكن لم يحضر أي ممثل عن طالبان.
واشار إلى مشاركة "عدد قليل فقط من الأفغان العاملين في المنظمات الدولية".
ورفض المسؤولون الأفغان التعليق على الأمر ردا على سؤال لوكالة فرانس برس.
منذ عودة طالبان إلى السلطة في عام 2021، أصبحت أفغانستان الدولة الوحيدة التي يحظر فيها تعليم الفتيات بعد المرحلة الابتدائية.
كما تندد الأمم المتحدة "بنظام التمييز القائم على النوع الاجتماعي"، بحق المرأة، وهو ما تنفيه حكومة طالبان التي تقول إن الشريعة الإسلامية "تضمن" حقوق الرجال والنساء في البلاد.
وذكرت الناشطة الباكستانية في مجال حقوق التعليم ملالا يوسف زاي التي دعيت إلى إسلام آباد، أنها ستركز في كلمتها الأحد على مستقبل الفتيات في أفغانستان.
وكتبت الجمعة على "إكس"، "سأتحدث عن الحقوق التي يجب حمايتها كي تتمكن جميع الفتيات من الذهاب إلى المدرسة وعن الأسباب التي يجب أن تدفع القادة إلى محاسبة طالبان على الجرائم المرتكبة ضد النساء والفتيات".
- تسرب 26 مليون باكستاني من المدرسة -
في العام 2012، أطلق عنصر في حركة طالبان النار على رأس ملالا في الحافلة التي كانت تقلها أثناء حملتها من أجل تعليم الفتيات، وكانت حينها طالبة تبلغ 15 عاما. وبعد سنتين حصلت الناشطةا على جائزة نوبل للسلام.
ولم تعد إلى باكستان إلا مرات قليلة منذ نقلها جواً قبل 12عاما لتلقي العلاج في بريطانيا حيث تقيم الآن، وقالت السبت إنها "متأثرة وسعيدة" بالعودة.
ويشار إلى أن عشرات الملايين من الفتيات غير ملتحقات بالمدارس في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، بما في ذلك بنغلادش ونيجيريا.
وتواجه باكستان أزمة تعليمية حادة، مع تسرب أكثر من 26 مليون طفل من المدارس، ويرجع ذلك بشكل خاص إلى الفقر الذي يشكل أعلى المعدلات في العالم، بحسب بيانات رسمية.
وعلاوة على الممثلين الأجانب، يحضر القمة طلاب وطالبات مدارس في باكستان.
واعتبرت زهرة طارق، وهي طالبة في علم النفس أنها "على الأقل مبادرة جيدة لصالح تعليم الفتيات المسلمات".
واشارت إلى أن "اللواتي يتواجدن في المناطق الريفية يواجهن مشاكل" موضحة أنه "في بعض الحالات، تشكل العائلات العائق الأول" أمام تعليم الفتيات.