كُوىً ضوئيَّةٌ على عتَباتِ السَّاحرة

2024-12-31

مازن أكثم سليمان*

 
كالنَّسيمِ
ليسَ لها زاويةٌ
كي تُطِلَّ على المَجازِ
من جهَةٍ مُحدَّدةٍ..

كأنَّها مَسامٌ تتنفَّسُ
في رئةِ الضَّبابِ
ثُمَّ تتكثَّفُ شُرُفاتٍ

أو كأنَّها نارٌ
ما مِنْ موقدٍ يُسَوِّرُ نظَراتِها
حينَ تخترِقُ الجِلدَ، فيَرتجِفُ..
وما مِنْ طُوفانٍ
مهما امتدَّ
لا يخلُقُ تجرِبةَ نجاةٍ مُمكِنَة
وما مِنْ صَهيلٍ
لا يَتبختَرُ كوَردةٍ تستحِمُّ بغُنجٍ
بينَ أوراقِ مُلاحظاتِها.

ولا تُجلِسُ أسئلَتَها كأرائكِ فرويد
بل كمَراكبِ بحَّارةٍ شغوفينَ.

كأنَّما كلماتُها بحرٌ
تعلَّقَ بطائرٍ سِحريٍّ
ها هو ذا
يُحوِّمُ حولَ المَشهدِ
ويكشِفُ الأسرارَ المَجنونةَ
بلا رحمة.

أناها اللَّا أنا..
لأنَّهُ مُوزَّعٌ خِلسةً
خلفَ الجُدرانِ
أو ثمَّةَ هالةٌ لا تُوصَفُ
وإنْ تعرَّى الزَّمانُ والمكانُ
وخرَجا كالفضائحِ إلى الشَّوارع

لكنَّها تتعبُ أحياناً
كنافذةٍ يتلاشَى المشهدُ نفسُهُ
مِراراً وتكراراً أمامَها
فتُقبِّلُ سيجارةً غاضبةً
وتغوصُ في صَمتِ حكايتِها القديمةِ

/أتبتكِرُ منَ كُلِّ دَّفينٍ
مُتلازِمَةَ سَردٍ سَافِرٍ؟/

عتباتُها ضوؤُها
كغناءِ غُيومٍ ترقُصُ
أمامَ مَرايا صقَلتها
ألوانُ قوسِ قزح.

عتباتُها
المَطويَّةُ
على
غُموضٍ
عسَليٍّ
مُستدامٍ.



*شاعر سوري








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي