بمشاركة 45 أديبًا : نقاد سعوديون يقدمون 27 مداخلة في الملتقى الأول للأدب الساخر

الأمة برس
2024-12-24

الملتقى يكشف عن مخزون هام من الأدب الساخر في السعودية (مواقع التواصل)الباحة (السعودية) - أطلق النادي الأدبي بمنطقة الباحة الأحد فعاليات الملتقى الأول للأدب الساخر، بمشاركة 45 أديبًا و27 بحثًا وورقة عمل، وذلك بمقر النادي في مدينة الباحة.

ويشهد الملتقى مشاركة كوكبة من النقاد والأدباء والباحثين الذين يقدمون نماذج من الكتابة الساخرة في أعمال غازي القصيبي ومشعل السديري ومحمود السعدني وحسن السبع وأحمد قنديل وخلف الحربي ومحمد الرطيان ومحمد السحيمي وحمزة شحاتة.

وأوضح رئيس النادي حسن بن محمد الزهراني أن الملتقى الذي يستمر ثلاثة أيام تلقى ما يزيد على 70 موضوعًا للمشاركة فيه وتم ترشيح 27 بحثًا وورقة عمل لتقدم على امتداد الملتقى، وقد قامت باختيارها لجنة مشورة تضم في عضويتها كلا من الدكتور عبدالله الحيدري، والدكتور ماهر الرحيلي، والقاص الأستاذ محمد الراشدي، ورسام الكاريكاتير الأستاذ أيمن يعن الله الغامدي.

وأشار إلى أن الملتقى شهد عددا من الجلسات في يومه الأول والتي تناولت المفهوم، والدلالات، والمصادر، والاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر في السعودية، والخصائص الفنية للأدب الساخر في الأدب المحلي، ومستويات التأثر والتأثير بين تجارب الكتابة الساخرة محليًا ونظيراتها العربية، وحضور الأدب الساخر في الصحافة المحلية قديمًا وحديثًا، وأثر القوالب التقنية الحديثة ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر محليًا، وسيميائية الصورة الصامتة في الكاريكاتير الساخر محليًا.

ووصف الزهراني الأدب الساخر بأنه ‏ضحكٌ كالبكاء، موضحاً أن “الساخرين يدركون الذي يكتبون، وأنهم أمام ضمائرهم جادون، ويعون الذي يفعلون، ولمن يرسلون، ومتى يرسلون، ويكشفون لنا بسهام ابتساماتهم جلّ أخطائنا، ويظهرون ببيتٍ من الشعر، أو ‫نصف سطرٍ من السرد، أو مشهدٍ عابرٍ، أو على رسمةٍ جلّ أوجاعنا دون فرضٍ وهم يضحكون، وعدّهم مخلصين لا يبالون باللوم من جاهلٍ لا يعي كُنهَ إبداعهم، وإلى الخلف لا ينظرون، ولا يعبأون، بمن يحرسون النيات بخبثٍ، ويمضون في درب إخلاصهم يوقظون العقول بأجراس إبداعهم خلف سَجْفِ الجنون، لأنهم يعشقون بوعي المحبين أوطانهم، ولأحبابهم يرسمون دروب السعادة والارتقاء ولا يفترون.. ويغيبون عن أعين الخلق حيناً.. ولكنهم في دواخلهم يحضرون.”

وأشار رئيس النادي الأدبي بمنطقة الباحة إلى أن النادي خصص ضمن فعاليات الملتقى جلسة شهادات للمبدعين في مجال الأدب الساخر وهما الكاتبان محمد الراشدي وعلي الرباعي، وأعدّ فيلماً مرئياً عن رسوم الكاريكاتير الساخرة.

الملتقى تشارك فيه كوكبة من النقاد والأدباء والباحثين الذين يقدمون نماذج من الكتابة الساخرة ويدرسون أهم مقوماتها

ولفت الزهراني إلى تدشين النادي أربعة كتب تمت طباعتها خصيصاً للملتقى، وهي: “معجم الأدباء السعوديين” للدكتورين عبدالله الحيدري وماهر الرحيلي، و”سامحونا (مقالات سعد الثوعي الساخرة)” للشاعرة خديجة السيد، و”السخرية في أدب علي العمير” للدكتور مرعي الوادعي، و”السخرية في روايات غازي القصيبي” للباحثة أسماء محمد صالح.

وتتماشى فلسفة الملتقى مع ما تؤكده الدراسات الحديثة من أهمية السخرية في تحقيق المزيد من الرفاهية العامة. فالسخرية ليست مفهوما مجردا بل له أساليبه التي تسعى إلى ترسيخ الهدف الأساسي من السخرية مثل النقد والهروب من الواقع، ولا سخرية لأجل السخرية فحسب.

ويعيد الملتقى الأدب الساخر إلى بيئته العربية التي ترعرع فيها، وقد امتاز فيه العرب بشكل كبير، وكما ترى الدكتورة نادية هناي فإن السخرية فن قديم عرفته أغلب الأمم، وعربيا بدأ توظيفها في الحكاية أو فن الخبر ثم توضحت مع كتابة المقامة كنوع سردي فيه السخرية تقليد من مجموعة تقاليد سردية خاصة. وليس مهما إن كانت السخرية تنطوي على مفارقة أو لا؛ لأن وظيفة السخرية ليست تحصيل المفارقة أو استعمال المجاز والترميز والدرامية، بل السخرية هي هذه كلها، جامعة بين الشيء وضده أيا كان هذا الشيء عاقلا أم غير عاقل، حيا أم جامدا.

وبذلك ليست السخرية فنا دخيلا على الثقافة العربية، من هذا المنطلق ارتأى القائمون على الملتقى تقديم العديد من التجارب العربية الحديثة والمعاصرة التي تركت إرثا أدبيا هاما في هذا النوع الأدبي، الذي تحفل به المدونة الأدبية السعودية أيضا.

ويكشف الملتقى عن مخزون هام من الأدب الساخر في السعودية، وعن كتاب كتبوا السخرية ولكنها بقيت جزءا مخفيا من تجاربهم على غرار الكاتب والشاعر السعودي غازي القصيبي الذي يكشف الناقد مشعل الحارثي أنه “رجل مثير ومختلف وهو أحد الكتاب الساخرين الذين يكتبون الجملة الساخرة البسيطة الشكل الكثيفة المعنى والمدلول التي تحمل الابتسامة المرة والضحكة الموجعة، وهو لم يتخذ من الأدب الساخر منهجاً وموضوعاً رئيسيا لمادته ولم يكن هدفه الأول والأخير تسلية الناس وإضحاكهم أو التهكم بهم وإنما كان ينزع إلى هذا الأسلوب من الأدب بطريقة تلقائية وكنزعة فنية أصيلة غير مصطنعة لمواجهة الواقع ونقده وكشف التناقضات والسلبيات ومواطن الخلل وصولاً إلى خلق وعي جمعي مقبول لتقويم المعوج وتصحيح المسار.”








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي