مضيق تايوان.. ممر مائي حيوي ونقطة اشتعال عسكرية  

أ ف ب-الامة برس
2024-12-10

 

 

ظلت الصين وتايوان تحكمان بشكل منفصل منذ انتصار جيش ماو تسي تونج الشيوعي في الحرب الأهلية وإجبار قوات المعارضة القومية على الفرار عبر المضيق في عام 1949. (أ ف ب)   تايبيه - اتهمت تايوان الصين، الثلاثاء 10ديسمبر2024، بإجراء أكبر تعبئة بحرية حول الجزيرة منذ سنوات، على الرغم من أن بكين ظلت صامتة بشأن أحدث عرض للقوة.

وهنا تسلط وكالة فرانس برس الضوء على مضيق تايوان، الممر المائي الحيوي ونقطة التوتر العسكري المتنامية:

- أين يقع مضيق تايوان؟ -

يفصل المضيق مقاطعة فوجيان في شرق الصين عن جزيرة تايوان الرئيسية، والتي يقطنها حوالي 23 مليون نسمة.

وفي أضيق نقطة، تفصل 130 كيلومترا فقط (حوالي 80 ميلا) من المياه التي تعصف بها الرياح بين الكتلتين الأرضيتين الرئيسيتين، وتقع العديد من الجزر التايوانية النائية ــ بما في ذلك كينمن وماتسو ــ على بعد بضعة كيلومترات فقط من الساحل الصيني.

تُحكم الصين وتايوان بشكل منفصل منذ انتصار جيش ماو تسي تونج الشيوعي في الحرب الأهلية وطرد قوات المعارضة القومية عبر المضيق في عام 1949.

وتؤكد بكين منذ ذلك الحين أن الجزيرة جزء من أراضيها، ولم تستبعد استخدام القوة للسيطرة عليها.

-لماذا هو مهم؟-

يعد المضيق شريانًا مهمًا للشحن العالمي حيث تمر عبره كمية هائلة من التجارة يوميًا.

وبحسب مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، فإن نحو 2.45 تريليون دولار من البضائع - أي أكثر من خمس التجارة البحرية العالمية - مرت عبر المضيق في عام 2022.

تلعب تايوان دورًا كبيرًا في الاقتصاد العالمي بفضل إنتاجها لأكثر من 90 بالمائة من أكثر شرائح الحوسبة تقدمًا في العالم، والتي تُستخدم في كل شيء بدءًا من الهواتف الذكية وحتى المعدات العسكرية المتطورة.

ويقول المحللون إن الغزو الصيني من شأنه أن يشكل ضربة كارثية لسلاسل التوريد هذه.

وقد تتسبب الاضطرابات الأقل أهمية، مثل حصار الجزيرة، في إلغاء رحلات شحن وتحويلات باهظة التكلفة، وهو ما يؤثر سلباً على المستهلكين في جميع أنحاء العالم.

وفي هذا العام، كتب روبرت أ. مانينغ، الخبير في الشؤون الصينية في مركز ستيمسون في واشنطن، "في حالة نشوب صراع طويل الأمد حول تايوان، فإن الأسواق المالية سوف تنهار، وسوف تتقلص التجارة، وسوف تتجمد سلاسل التوريد، مما سيؤدي إلى انزلاق الاقتصاد العالمي إلى حالة من الفوضى".

وقدر تقرير صادر عن مجموعة روديوم أن حصار الجزيرة قد يكلف الشركات المعتمدة على الرقائق التايوانية 1.6 تريليون دولار من الإيرادات سنويا.

ومن شأن الغزو أيضاً أن يعرض أسلوب حياة تايوان، الذي يتجسد في الحريات الديمقراطية والانتخابات الصاخبة، للخطر.

كما أن هذا من شأنه أن يزيد من مخاطر اندلاع صراع أوسع نطاقا، لأن الولايات المتحدة، على الرغم من أنها لا تعترف بتايوان دبلوماسيا، لديها اتفاق على مساعدة الجزيرة في الدفاع عن نفسها.

- ماذا نعرف عن التدريبات؟ -

وعلى النقيض من التدريبات السابقة، لم تعلن بكين عن إجراء أي تدريبات.

وقال مسؤول أمني تايواني كبير لوكالة فرانس برس الثلاثاء إن "نحو 90" سفينة صينية تابعة للبحرية وخفر السواحل تتواجد حاليا في المياه على طول سلسلة الجزر الأولى التي تضم أوكيناوا اليابانية وتايوان والفلبين.

وقالت وزارة الدفاع التايوانية في وقت سابق إنها رصدت أيضا 47 طائرة صينية بالقرب من الجزيرة خلال 24 ساعة حتى الساعة السادسة صباحا (2200 بتوقيت جرينتش يوم الاثنين)، وهو أعلى رقم منذ أكتوبر.

ورفضت وزارة الخارجية الصينية الإجابة على أسئلة بشأن التدريبات اليوم الثلاثاء، وأحالت الصحفيين إلى "السلطات المختصة".

لكن المتحدثة باسم الوزارة ماو نينغ قالت في مؤتمر صحفي دوري إن بكين "ستدافع بقوة عن سيادتها الوطنية وسلامة أراضيها".

وتأتي هذه التطورات بعد زيارة الرئيس التايواني لاي تشينغ تي للولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وهي الزيارة التي انتقدتها بكين بشدة.

- هل حدث هذا من قبل؟-

وكثفت الصين ضغوطها على تايوان في السنوات الأخيرة وأجرت أربع مناورات عسكرية واسعة النطاق حول الجزيرة منذ عام 2022.

وفي أكتوبر/تشرين الأول، نشرت القوات الصينية طائرات مقاتلة وقاذفات وسفن حربية في مناطق شمال وجنوب وشرق تايوان، وقامت بمحاكاة ضربة صاروخية في تدريبات أطلق عليها اسم "السيف المشترك 2024 بي".

وتأتي هذه المناورات بعد أن ألقى لاي خطابا بمناسبة اليوم الوطني لتايوان، والذي اعتبرته بكين خطوة استفزازية نحو الاستقلال.

وأطلقت بكين تدريبات أخرى -- "السيف المشترك 2024أ" -- في مايو/أيار بعد تنصيب لاي، وحاصرت تايوان في أبريل/نيسان من العام الماضي بعد أن التقت سلفه تساي إنغ ون مع رئيس مجلس النواب الأمريكي آنذاك كيفن مكارثي.

لكن متحدثا باسم وزارة الدفاع في تايبيه قال إن حجم القوات البحرية في العملية الحالية "يتجاوز التدريبات الأربعة التي أجريت منذ عام 2022".

لقد اندلعت عدة أزمات كبرى عبر المضيق في العقود السابقة، وكان آخرها في عامي 1995 و1996، عندما أجرت الصين اختبارات صاروخية حول تايوان.

 









شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي