أصبحت فكرة الولادة الطبيعية بعد إجراء عملية قيصرية محط اهتمام وتساؤل العديد من السيدات، خاصةً مع رغبتهن في تجنب الخضوع لعمليات جراحية متكررة، بحسب الكونسلتو.
ويوضح الدكتور أسامة رجب الحداد، استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم، الشروط التي تجعل هذا الخيار ممكنًا والمخاطر التي قد ترتبط به.
الولادة الطبيعية بعد القيصرية: هل هي آمنة؟
يؤكد الحداد، أن الولادة الطبيعية بعد القيصرية تُعد خيارًا آمنًا في بعض الحالات، لكنها ليست متاحة للجميع، موضحًا أن القرار يعتمد بشكل أساسي على تقييم طبيب النساء والتوليد لحالة الأم الصحية، ومدى استجابة الجسم للحمل الجديد، وطبيعة العملية القيصرية السابقة.
وقال الحداد، في تصريحات خاصة لـ"الكونسلتو": "إذا كان الجرح القيصري أفقيًا منخفضًا في الرحم، فإن احتمالية حدوث ولادة طبيعية تكون أعلى، مقارنة بالجرح الرأسي أو المرتفع، حيث تكون نسبة تمزق الرحم في الأخيرة أكبر".
شروط الولادة الطبيعية بعد القيصرية
وأشار الحداد، إلى أن هناك مجموعة من الشروط التي يجب توافرها لنجاح الولادة الطبيعية بعد القيصرية، أبرزها:
الفاصل الزمني بين الولادتين: يجب أن يكون هناك فترة زمنية كافية بين الولادة القيصرية السابقة والحمل الحالي، لا تقل عن 18 إلى 24 شهرًا، حتى يلتئم الجرح تمامًا.
عدم وجود مضاعفات صحية: إذا كانت الأم تعاني من مشكلات صحية مثل ارتفاع ضغط الدم أو سكري الحمل، فقد يُفضل الأطباء الولادة القيصرية لتجنب أي مضاعفات.
الحمل الطبيعي: الحمل الجديد يجب أن يكون خاليًا من المشاكل، مثل كبر حجم الجنين أو وجوده في وضعية غير طبيعية.
المخاطر المرتبطة بالولادة الطبيعية بعد القيصرية
رغم المزايا المحتملة، أضاف استشاري النسا أن الولادة الطبيعية بعد القيصرية قد تحمل بعض المخاطر، أبرزها تمزق الرحم. ويحدث هذا التمزق عندما لا يتحمل جدار الرحم الضغط الناتج عن الطلق.
وتابع: "تمزق الرحم حالة نادرة، لكنها خطيرة جدًا، إذ قد تؤدي إلى نزيف حاد يهدد حياة الأم والجنين، ما يتطلب التدخل الجراحي العاجل"، ناصحًا السيدات الراغبات في الولادة الطبيعية بعد القيصرية بضرورة المتابعة المستمرة مع الطبيب طوال فترة الحمل، وإجراء الفحوصات اللازمة لتقييم حالة الرحم.
واختتم حديثه قائلًا: "على الأم أن تضع في اعتبارها أن الهدف الأساسي هو الحفاظ على سلامتها وسلامة طفلها، سواء تمت الولادة بشكل طبيعي أو قيصري".