كثيرًا ما يتساءل بعض الأشخاص عن سر أصدقاء يتمتعون برشاقة دائمة رغم تناولهم كميات كبيرة من الطعام، بما في ذلك الأطعمة الدسمة والحلويات، بينما يشعر آخرون وكأنهم يكتسبون الوزن لمجرد النظر إلى الطعام.
في التقرير التالي، نستعرض بحسب "الكونسلتو"، سبب النحافة لدى بعض الأشخاص على الرغم من شهيتهم الكبيرة.
النحافة رغم زيادة الشهية
الأنسجة الدهنية في الجسم لا تقتصر على تخزين الدهون فقط، بل تنقسم إلى نوعين رئيسيين، هما الدهون البيضاء، المسؤولة عن تخزين الطاقة، والدهون البنية، التي تعمل كـ"فرن حراري" لحرق السعرات.
وتلعب الدهون البنية دورًا محوريًا في الحفاظ على الوزن، حيث تحرق السعرات بكفاءة أكبر حتى دون ممارسة نشاط بدني إضافي.
وتظهر الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم كميات أكبر من الدهون البنية يميلون إلى انخفاض وزنهم بغض النظر عن شهيتهم الكبيرة.
أسباب النحافة رغم تناول كميات كبيرة من الطعام
لا تتوقف المسألة عند الدهون البنية فقط، بل هناك عوامل أخرى عديدة، جاءت كالتالي:
العوامل الوراثية
يُولد بعض الأشخاص بمعدلات أيض مرتفعة، ما يساعدهم على حرق السعرات أثناء الراحة.
تنظيم الشهية
تتحكم الجينات بهرمونات، مثل اللبتين، الذي يقلل الشهية، والجريلين، الذي يحفز الجوع.
الأنشطة اليومية
الحركات اليومية البسيطة، كالمشي أو التحرك المستمر، تساهم في حرق المزيد من السعرات.
كتلة العضلات
الأفراد الذين يتمتعون بكتلة عضلية أكبر يحرقون السعرات بشكل أسرع حتى أثناء الراحة.
ميكروبات الأمعاء
بعض الأنماط البكتيرية تقلل من عدد السعرات الممتصة من الطعام، ما يُفسر النحافة لدى بعض الأشخاص رغم الإفراط في الأكل.
التأثير الحراري للطعام
هضم الطعام وامتصاصه يتطلب طاقة، ويتميز البعض بتأثير حراري أعلى طبيعيًا، مما يؤدي إلى حرق المزيد من السعرات.
دور الهرمونات ونمط الحياةفي النحافة رغم زيادة الشهية
تلعب الهرمونات دورًا حاسمًا في تنظيم الجوع وحرق السعرات كالتالي:
- اللبتين، ويرسل إشارات للشبع.
- الجريلين، ويعزز الشعور بالجوع.
- الاختلافات في استجابة الجسم لهذه الهرمونات تؤثر على الوزن.
- النشاط البدني المستمر، حتى الأنشطة المنخفضة الكثافة لها تأثير كبير.
- النوم الكافي، إذ إن اضطرابات النوم تعطل التوازن الهرموني.
- إدارة الإجهاد، فالتوتر المزمن يؤثر سلبًا على الأيض وسلوكيات الأكل.
هل النحافة المفرطة ميزة للجميع؟
في حين أن بعض الأفراد يتمتعون بمزايا وراثية أو فسيولوجية تساعدهم في الحفاظ على رشاقتهم، إلا أن الخيارات الصحية تبقى الأهم، وتبني نظام غذائي متوازن ونشاط بدني منتظم يظل حجر الزاوية للحفاظ على وزن صحي وصحة عامة.
وفهم الآليات التي تؤثر على الوزن يساعد في كسر الأفكار المغلوطة، لكنه يُظهر أيضًا أهمية التركيز على العادات الصحية بدلًا من الاعتماد فقط على العوامل الوراثية أو البيولوجية.