سأعيرُ فمي للسمكة

2024-11-28

سمير القضاة *

السيفُ القصير يصلحُ لفَرمِ الجرجير،
لكن الطباخ لم يصبحْ محارباً.
نركب في الطائرات،
لكي نزور متحف اللوفر،
ونشاهد تماثيل عين غزال،
وطبقاً فخارياً استخدمه الإنسان الأول.
ياه،
كم كانت الحياة قاسية.
آه،
كم كانت الحياة حالمة.
الواتساب يسحق الحمام الزاجل،
وأنا أعيش في مدينة محاصرة؛
من الشرق يفتشني رجال الأمن،
من الشمال تأتي مساعدات للنازحين،
من الغرب يهاجم خطيب الجمعة أطفال الأنابيب،
من الجنوب تفتح السفارات أبوابها لتقديم فيزا للهجرة.
أشتري علبة بيبسي للتغيير،
يكتشفني ولد عائد من مظاهرة،
يحمّلني مسؤولية خسارة المنتخب الوطني.
هكذا تميل الشمس على مدار السرطان،
فيصاب جدي بوعكة مفاجئة بعمر التسعين،
ويعالج بالكيماوي،
فيغضب أهالي حلبجا كثيرا،
ويموت جدي من الدعاء المضاد.
ندخنُ سيجارة إلكترونية لإراحة الكبد،
من قال: إن القِنّبَ بديل عن النبيذ؟!
ليتني عشتُ في عام 2023
كنتُ سأحقق السلام لا محالة،
بين توم وجيري.
الذين زوّروا التقويم،
حرّفوا إمساكية رمضان،
وتركوني أصوم بين الأذانين.
لا غائبَ إلا اللات،
تَركنا تحت القصف ونام.
نحن الآن في الجنة نفتّش عن تفاح،
أنا أفضّلُ الأحمر،
جاري يهوى الأخضر،
لكن حواء تستحوذ على حِسبة الفاكهة،
وتصدّرها للمريخ.
الذين كانوا تحت الركام،
توقفوا عن الصراخ،
ربما غلبهم النعاس وناموا،
المهم أنهم لم يتعرضوا للخديعة مثلنا،
ولم يتسوّلوا التفاح من أحد.
السماء التي تحت هذا التراب،
تضيء بلا سببٍ،
ربما للقبور التي صارت أكثر من النجوم.
«ناسا» توقّفت عن إرسال مكّوك إلى الفضاء،
صارت تكتفي بقذيفة تخترق باطن الأرض.
أريد أن أخرسَ تماماً،
سأعيرُ فمي للسمكة،
لكنها قد تتحمّس،
وتسبح باتجاه الشاطئ،
وتصرخ في وجه الصياد:
قاتلكَ الله…


*شاعر أردني








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي