تعتبر مقاطع الفيديو التعليمية رائعة للبشر الذين يتطلعون إلى اكتساب بعض المهارات السريعة، والآن اتضح أنها رائعة أيضًا للروبوتات التي تتطلع إلى أن تصبح جراحين بارعين، وفقًا ل سبوتنيك.
وفي خطوة رائدة نحو الاستقلال الذاتي للروبوتات، طور الباحثون نظام ذكاء اصطناعي يمكنه إجراء جراحات معقدة بنفس الدقة التي ينجزها الأطباء البشريون المتمرسون.
تقليديا، كانت برمجة الروبوتات لأداء أبسط المناورات الجراحية تتطلب ترميزًا يدويًا شاقًا لكل حركة فردية من خلال مراقبة الجراحين ذوي الخبرة أثناء عملهم. والآن، نجح فريق من جامعة "جونز هوبكنز"، بقيادة أكسل كريجر، في فك الشفرة باستخدام تقنية ثورية تسمى التعلم بالتقليد.
وقال كريجر في مؤتمر صحفي: "من الرائع حقًا أن يكون لدينا هذا النموذج وكل ما نفعله هو تزويده بمدخلات الكاميرا ويمكنه التنبؤ بالحركات الروبوتية اللازمة للجراحة. نعتقد أن هذا يمثل خطوة مهمة إلى الأمام نحو أفق جديد في مجال الروبوتات الطبية".
قام الباحثون بتدريب نموذجهم على مئات مقاطع الفيديو الجراحية ةاللقطات المسجلة بواسطة كاميرات مثبتة على المعصم على روبوتات نظام "دافنشي" الجراحي الشهيرة.
ومع نشر ما يقرب من 7000 من هذه الروبوتات في جميع أنحاء العالم، وتدريب أكثر من 50 ألف جراح على المنصة، كان لدى الفريق أرشيف ضخم من الإجراءات الجراحية للاستفادة منها.
وأوضح المؤلف الرئيسي جي وونغ بريان كيم، أن "كل ما نحتاجه هو إدخال الصورة ثم يجد نظام الذكاء الاصطناعي هذا الإجراء الصحيح". لقد وجدنا أنه حتى مع بضع مئات من العروض التوضيحية، فإن النموذج قادر على تعلم الإجراء وتعميم بيئات جديدة لم يواجهها من قبل".
كان النموذج قادرًا على إتقان ثلاث مهام جراحية أساسية: التعامل مع الإبرة، ورفع الأنسجة، والخياطة. وفي كل حالة، كان أداء الروبوت على قدم المساواة مع الأطباء البشر.
و يقول كريجر: "هنا، كان النموذج جيدًا جدًا في تعلم أشياء لم نعلمه إياها من قبل. مثل إذا أسقط الإبرة، فسوف يلتقطها تلقائيًا ويستمر في ذلك. هذا ليس شيئًا علمته إياه".
وقد يمهد هذا الإنجاز، الذي تم تقديمه في مؤتمر تعلم الروبوتات في ميونيخ، الطريق لمستقبل يمكن للروبوتات فيه إجراء العمليات الجراحية المعقدة بشكل مستقل، مما يقلل من الأخطاء الطبية ويحقق دقة غير مسبوقة.
وبحسب مجلة " studyfinds" فإنه وبفضل هذا النهج القوي القائم على التعلم بالمحاكاة، يعمل الباحثون بالفعل على تدريب الروبوتات على القيام بالإجراءات الجراحية الكاملة، وليس فقط المهام الفردية. والواقع أن العواقب المترتبة على مستقبل الطب الروبوتي لا تقل عن كونها ثورية.