حمزة قناوي*
لا بحرَ خلف البحرِ
لا سفنٌ ستأتي
لا وصايا سوف ترسلُها السماءُ إليكَ في هذا الحصارِ وأنت وحدكَ
لا غناءَ ولا وصايا
خلفَ هذا الغيمِ مرثيةٌ سينسجُها الغزاةُ
لكي يُرتِّلها الضحايا
اذهب لأقصى ما استطعتَ من التذكرِ في مدى النسيانِ
لا أحدٌ سيأبهُ لانكسارِكَ إن سقطتَ
وليس من أحدٍ سواكَ الآن يُبصرُ ما ستُنكِرُه المرايا
والبلادُ هي البلادُ
وكل من خذلوكَ مروا في نزيفكَ غيرَ مكترثينَ بالموتِ المُحاصِرِ
عابثينَ ومُرجفينَ بما تُخبِّئهُ النوايا
قِف هنا
حاصِرْ حصارَك
لا تكن أحداً سواكَ وأشهِد الليلَ القصيَّ
سيُطلقونَ كلابَهُم حقداً على الجداتِ تنهشهنَّ
يفترسونَ أطفالاً حفاةً يركضون من المجاعةِ للرصاصِ
وأمهاتٍ ينتظرن الموتَ لا عُلب الهدايا
الآنَ لا وقتٌ لتنتظرَ النجاةَ من الذينَ تناثروا فوقَ البلادِ
وأسلموكَ لقاتليكَ وللرَّدي
“عربٌ أطاعوا رومهم”
عربٌ رعايا
خلفَ هذا الليلِ ذاكرةٌ هباءٌ
كاملُ التكوينِ
في لغةٍ شظايا
والسماءُ قصيةٌ عما ترى
وعن اصطفائكَ للحياةِ ككل من حلموا
وفاتحة المنايا.
*شاعر مصري