بافوس (قبرص) - دعا قادة مجموعة "ميد9" التي تضم دول الاتحاد الأوروبي المطلة على البحر المتوسط الجمعة في قبرص إلى "إنهاء الاعمال الحربية" في غزة ولبنان، وذلك في قمة واصل في ختامها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضغوطه على إسرائيل.
وندّد ماكرون، على غرار رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني ونظيرها الإسباني بيدرو سانشيز، بشدة في بيان مشترك بضربات "غير مقبولة" شنّها الجيش الإسرائيلي الخميس والجمعة في جنوب لبنان أوقعت أربعة جرحى في صفوف عناصر قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان "اليونيفيل".
وجاء في البيان المشترك للدول الثلاث التي تشارك قواتها بأعداد كبيرة في اليونيفيل "ندين استهداف الجيش الإسرائيلي مؤخرا قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان".
وأضاف البيان المشترك "هذه الهجمات لا مبرر لها ويجب أن تتوقف فورا".
ودعت الدول الثلاث إلى "وقف فوري لإطلاق النار والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701 من جانب جميع الأطراف باعتباره السبيل الوحيد لعودة النازحين الإسرائيليين واللبنانيين إلى ديارهم بأمان".
وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب العام 2006 وعزز انتشار قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان. وبموجبه، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي" عليها.
واعتبر ماكرون الجمعة أن "استهداف القوات الإسرائيلية المتعمد" لعناصر قوة الامم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان هو أمر "غير مقبول على الإطلاق"، منبها الى أن فرنسا "لن تقبل" بإطلاق النار مجددا على الجنود الأمميين بعد ما حصل في اليومين الاخيرين.
وطالب رئيس الوزراء الإسباني الجمعة بـ"وضع حد لكل أشكال العنف" ضد اليونيفيل، فيما شدّدت ميلوني على أن الضربات تشكل "انتهاكا لما أرسته" قرارات الأمم المتحدة.
من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أنه فتح النار في اتجاه "تهديد" قريب من موقع لقوة اليونيفيل، في سياق "حادث" أسفر عن اصابة جنديين في اليونيفيل.
واجتمع قادة مجموعة "ميد9" التي تضم فرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليونان وقبرص ومالطا وسلوفينيا وكرواتيا بالإضافة إلى البرتغال، في قبرص الجمعة بحضور العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، للبحث في أزمة الشرق الأوسط التي تبدو الدبلوماسية عاجزة عن حلها حتى الآن.
ففي حين تتواصل الحرب المدمرة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، يخوض الجيش الإسرائيلي مواجهة مع حزب الله، ما يثير مخاوف من اتساع نطاق النزاع واشتعال المنطقة برمتها.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس في افتتاح القمة في مدينة بافوس جنوب غرب الجزيرة، "على مقربة من قبرص، هناك حرب، هناك وضع معقد".
ودعت دول المجموعة الى "إنهاء الاعمال الحربية" في غزة ولبنان و"استئناف المباحثات بهدف ايجاد حل عادل ودائم في منطقتنا"، وفق ما صرح الرئيس القبرصي في ختام القمة.
وشدّد ماكرون على أن "وقف اطلاق النار ضروري في غزة ولبنان على السواء".
- ملف الهجرة على جدول الأعمال -
وتابع "ينبغي القيام بذلك الآن. في الوقت نفسه، بالنسبة الى رهائننا" الذين لا يزالون محتجزين لدى حركة حماس منذ عام، "وبالنسبة الى السكان المدنيين ضحايا العنف، ولتجنب عدوى إقليمية قائمة وتهدد استقرار المنطقة برمتها".
وقال أيضا "إنه كذلك سبب دعوة فرنسا الملحة الى وقف تصدير الاسلحة التي تستخدم على مسرحي الحرب هذين. ثمة قادة آخرون هنا قاموا بالأمر نفسه. نعلم جميعا أنها الرافعة الوحيدة التي يمكنها اليوم وضع حد" لما يحصل، مؤكدا "أنها ليست البتة دعوة الى نزع سلاح اسرائيل في وجه التهديدات التي تمارس ضد هذا البلد وهذا الشعب الصديق".
قبيل وصوله إلى بافوس، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الجمعة إلى "أن يكف المجتمع الدولي عن تصدير الأسلحة إلى الحكومة الإسرائيلية"، في رسالة موجّهة خصوصا إلى الولايات المتحدة.
وناقش القادة المجتمعون "تعزيز المساعدات الإنسانية في غزة" مع الأردن المنخرط في عمليات من هذا القبيل والذي عرض خطة جديدة.
وأكد ماكرون أن "فرنسا ستساهم" في الخطة.
وأتاحت قمة ميد9 التحضير للقمة المقبلة للاتحاد الأوروبي المقرر عقدها يومي 17 و18 تشرين الأول/أكتوبر في بروكسل، وستتطرق خصوصا إلى قضايا الهجرة التي تعتبر حساسة بالنسبة لهذه الدول التي تعد عادة المحطة الأولى للمهاجرين الوافدين إلى أوروبا.
ودعا سانشيز إلى أن يدخل ميثاق الهجرة الأوروبي حيز التنفيذ اعتبارا من صيف 2025، أي قبل عام من الموعد المقرر، في وقت تشهد جزر الكناري تدفقا كبيرا للمهاجرين.
في باريس، دعا وزير الداخلية برونو ريتايو الذي جعل مكافحة الهجرة إحدى أولوياته، الخميس عبر صحيفة لوباريزيان إلى "التسريع ستة أشهر في تطبيق حزمة الهجرة واللجوء اعتبارا من كانون الثاني/يناير 2026".