إبراهيم درويش
نشرت صحيفة “صاندي تايمز” تقريرا قالت فيه إنه وبعد عام من الحرب التي أعقبت هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر يرى 7% من البريطانيين أنهم متعاطفون مع إسرائيل مقابل 18% قالت إنها داعمة أكثر للفلسطينيين.
وكشف الاستطلاع عن تباين المواقف بين البريطانيين من الحرب بناء على الولاء الحزب، فهناك نسبة 36% من المحافظين قالوا إنهم يقفون مع إسرائيل مقابل 8% مع الفلسطينيين، أما البقية فتقول إنها إما تعرف أو لا تعرف. إلا أن نسبة التأييد للفلسطينيين بين الذين صوتوا للعمال، فالهامش هو ما بين 44% مقابل 10%. وتصل النسبة بين الليبراليين الديمقراطيين إلى هامش بين 32% مقابل 12%. ويرى واحد من كل 100 ناخب محافظ أن أفعال حماس مبررة، مقابل واحد من 20 ناخبا للعمال والليبراليين الديمقراطيين.
وأدى غزو إسرائيل إلى غزة إلى تقسيم الرأي العام. ويرى المحافظون أنه مبرر بنسبة 46% فيما ترى نسبة 31% و 23% أن أفعال إسرائيل العسكرية متناسبة. وبين العمال، قالت نسبة 65% من الناخبين أن الغرو غير مبرر، وقالت نسبة 8% أن إسرائيل تصرفت بطريقة متناسبة.
ولعل الموقف العام بين الناخبين الداعمين للأحزاب الثلاثة هي نسبة 45%- 50% وهي أن “لإسرائيل الحق بإرسال قواتها إلى غزة ولكنها ذهبت بعيدا وتسببت بمقتل الكثير من المدنيين”. وبهامش يتراوح ما بين 50% إلى 23% يرى ناخبو المحافظين إن على إسرائيل سحب قواتها من غزة بناء على اتفاق تفاوضي. لكن الناخبين لحزب العمال فيرون بهامش 52 إلى 28% ضرورة انسحاب إسرائيل من غزة حالا ودون الانتظار لاتفاق.
وتقول الصحيفة إن هذه النتائج تفسر سبب تعرض رئيس الوزراء كير ستارمر لمثل هذه الضغوط من حزبه واتخاذ موقف أكثر تأييدا للفلسطينيين. فقد أجرت مؤسسة “يوغوف” استطلاعا لآراء 2,183 شخصا يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين وقبل أن تشن إيران هجوما صاروخيا على إسرائيل ردا على القتل المستهدف لقادة حزب الله المدعومين من إيران في لبنان.
وبشكل عام، يعارض الرأي العام البريطاني الهجوم البري الإسرائيلي في لبنان واستخدامها للغارات الجوية لقتل قادة حزب الله مثل حسن نصر الله وكذا تفجير أجهزة بيجر لاستهداف قادة وعناصر حزب الله. وتعارض نسبة من البريطانيين هجمات بيجر وبهامش ما بين 54% إلى 29%، وهناك واحد من أربعة بريطانيين يرون أن الغارات الجوية والغزو البري غير مقبولة.
وكشف الاستطلاع أن الناخبين المحافظين يؤيدون الغزو بنسبة 43% مقابل 25%. أما الناخبون من حزب العمال والليبراليين الديمقراطيين فيعتقدون أن الغزو غير مقبول بنسبة 49% مقابل 23%.
ونقلت الصحيفة عن أنطوني ويلز من “يوغوف” قوله: “إن الأسئلة المتعلقة بحزب الله هي واحدة من تلك الحالات التي أود أن أعود فيها إلى المشاركين وأسألهم لماذا. لا أدري ما إذا كان ذلك بسبب التعود، أو أن الناس أصبحوا أكثر تقبلا للأشياء التي يرونها كجزء طبيعي من الحرب، أو فقط بسبب التقارير المتزايدة عن سقوط ضحايا مدنيين نتيجة لقصف أجهزة بيجر”.
وعن فوز خمسة نواب في انتخابات تموز/يوليو بناء على برنامج مؤيد للفلسطينيين، رأت نسبة 16% من الناخبين فيه تطورا إيجابيا، فيما قالت نسبة 41% إنه سلبي نظرا لأن موضوعات طائفية انتقلت إلى الديمقراطية البريطانية. وتبدو المواقف السلبية واضحة بين حزب المحافظين، حيث ترى نسبة 65% من الناخبين المحافظين بأنه تطور سلبي وواحد من بين 50 ناخبا، تعتبره تطورا إيجابيا، 2%. أما بين ناخبي العمال فهو تطور إيجابي ( 34% مقابل 24%) والليبراليين الديمقراطيين (34% مقابل 22%).
وبفارق 20% مقابل 7%، يرى الناخبون المحافظون أن معاداة السامية تشكل مشكلة أكبر في بريطانيا من معاداة الإسلام. ويرى الناخبون العماليون أن معاداة الإسلام تشكل مشكلة أسوأ بنسبة 29% مقابل 4% فقط، ويرى الليبراليون الديمقراطيون أن هذه المشكلة أسوأ بنسبة 23% مقابل 4%. و بالمحصلة، يعتقد ما يقرب من نصف المجموعات الثلاث أن كلا منهما يمثل مشكلة.
وعندما يتعلق الأمر بالاحتجاجات المناهضة للهجرة في بريطانيا، والتي تحولت أعمال عنف، تعاطفت 30% من الناخبين المحافظين نوعا ما مع المحتجين، وهي وجهة نظر يتقاسمها 12% فقط من الناخبين من حزب العمال و9% من الليبراليين الديمقراطيين. أما من ناحية المواقف من التظاهرات المؤيدة لفلسطين، فقد قالت نسبة ستة من عشرة ناخبين أنها لم تشعرهم بالراحة وأشعرتهم بالقلق والخوف. وترتفع النسبة إلى 88% بين الناخبين المحافظين 3% فقط من الناخبين المحافظين والإصلاحيين في بريطانيا قالوا إنهم “يؤيدون” هذه الاحتجاجات، مقارنة بـ 26% من الناخبين العماليين و22 % بين الديمقراطيين الليبراليين.