الغارديان: فوز ممداني غيّر قواعد اللعبة للديمقراطيين وعليهم مساعدته للتغلب على المهام الأصعب

2025-11-06

قول “الغارديان” إنه وفي ظل هذه الصورة القاتمة، يمثل انتخاب زهران ممداني المهم لمنصب عمدة مدينة نيويورك، لحظة فارقة للتقدميين (ا ف ب)نشرت صحيفة “الغارديان” افتتاحية علقت فيها على فوز المرشح الديمقراطي زهران ممداني بانتخابات عمدة مدينة نيويورك، قالت فيها إن الحملة التاريخية التي ركزت على فكرة جعل المعيشة متاحة للجميع وأقل كلفة، يمكن أن تعطي دفعة ونشاطا للمعارضة الديمقراطية وتعلم  الحزب الديمقراطي من ليلة حافلة بالإلهام.

فمنذ إعادة انتخاب الرئيس دونالد ترامب في  تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، يكافح الحزب الديمقراطي المحبط لعكس اتجاه التراجع الملحوظ في شعبيته. فعلى مستوى القاعدة الشعبية وفي ظل تراجع شعبيته في استطلاعات الرأي، كان هناك توق إلى التجديد ونهج أكثر قوة وتنافسية في المعارضة.

وتقول “الغارديان” إنه وفي ظل هذه الصورة القاتمة، يمثل انتخاب زهران ممداني المهم لمنصب عمدة مدينة نيويورك، لحظة فارقة للتقدميين.

فقد دخل ممداني سباق رئاسة البلدية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي كمرشح اشتراكي من خارج التيار السائد، ولم يكن معروفا لأحد. وفاز بها بأكثر من 50% من الأصوات، بعد أعلى نسبة إقبال على صناديق الاقتراع منذ أكثر من نصف قرن، ورغم جهود المليارديرات الحثيثة لدعم منافسه الرئيسي، حاكم نيويورك السابق أندرو كومو، للفوز. هذا الإنجاز يجعله أصغر عمدة لأكبر مدينة أمريكية منذ أكثر من 100 عام، وأول مسلم يشغل هذا المنصب.

وتضيف الصحيفة أن نيويورك تعتبر من الناحية التقليدية معقلا للديمقراطيين، وهي بالضرورة ليست مؤشرا عما سيحدث في أماكن أخرى.

ومع ذلك، ففي مواجهة حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى” أو (ماغا) التي بنت نجاحها على دعم ناخبي الطبقة العاملة، يمكن للحزب الديمقراطي أن يتعلم الكثير من انتصار ممداني الاستثنائي. ففي حملته الانتخابية، ركز على موضوعات تخص سكان نيويورك من جعل الحياة متاحة وتخفيض كلفة المعيشة بها، وترك مسائل الحرب الثقافية لخصومه.

ولهذا لم تنجح كل الاتهامات التي وجهت إليه بالتطرف الأيديولوجي، ذلك أن وعوده بتحسين رعاية الأطفال وجعلها مجانية، وكذا الحافلات العمومية وتجميد الإيجارات عند حد معين، كانت تحمل رسالة ديمقراطية اجتماعية جوهرية. وقدمت حلولا عامة لسنوات من التفاوت المتزايد. وقد أقنعت هذه الرؤية جيشا ضخما من 100,000 متطوع لجمع التبرعات وطرق ملايين الأبواب، مما فاق الموارد المالية الأكبر بكثير لأندرو كومو. كانت الفكرة المحورية هي أن المعارضة القائمة على تلك التي أدت لنجاح “ماغا” يمكن أن تنجح عندما تضاف إليها عروض إيجابية للناخبين الذين تتآكل مستويات معيشتهم باستمرار.

وأدت كما تقول الصحيفة إلى ليلة مبهجة للديمقراطيين، ومعها أشكال مفرحة في نيوجيرسي وفيرجينيا، حيث فاز المرشحون ذوو الميول الوسطية في انتخابات حاكم الولاية بفارق كبير. وعادت وعود غلاء المعيشة إلى الواجهة، بما في ذلك اقتراح بتجميد أسعار الكهرباء والتركيز على تكاليف السكن.

واستبعدت الصحيفة أن تكون الجولات الانتخابية التي جرت في ظل فترة ترامب الثانية تشير إلى أن تكون الأمور قد تحسنت بشكل حاسم للحزب الديمقراطي.

وبالنسبة لرئيس بلدية نيويورك المنتخب، لم تبدأ الأمور الصعبة بعد. فقد هدد ترامب بالفعل بحجب الأموال الفدرالية عن إدارة المدينة، وتعهد أنه سيبذل قصارى جهده لتشويه سمعتها وتقويضها وتعطيلها. وعلى نطاق أوسع، فإن إحجام كبار الشخصيات الديمقراطية عن تأييد حملة ممداني يؤكد أن الانقسامات الداخلية حول الاستراتيجية لا تزال بعيدة كل البعد عن الحل.

كل هذه التحديات لا تعني أن علينا تجاهل بوادر الانتعاش السياسي البازة للعيان. فمع تراجع شعبية ترامب وسط مخاوف مستمرة بشأن غلاء المعيشة وارتفاع التضخم، يظهر أيضا كذب تعهدات “ماغا” بتحسين مستويات معيشة العمال، فالتركيز المتزايد على القدرة على تحمل كلفة المعيشة، يدفع الديمقراطيين للفوز مرة ثانية نحو ما يهم ناخبيهم الذين خسروا أصواتهم، وكذلك أولئك الذين ظلوا موالين لهم. وعليه، فمن خلال حملته الانتخابية التي قامت على هذا الأساس بحماس وقناعة، شق ممداني طريقا ملهما.











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي