يُعانِي ما يقرب من 80% من كبار السن مِمّن تجاوزوا 65 عاماً من العُمر مرضاً مزمناً واحداً على الأقل، بينما يعاني 68% من الشريحة العمرية نفسها مرضَين أو أكثر، ويُتوقّع خلال الثلاثين عاماً القادمة أن يصل عدد من تجاوزت أعمارهم 65 عاماً ما يقرب من 1.5 مليار نسمة، بما يعني وقوع نسبة ضخمة من هؤلاء في دائرة المرض المزمن. وفقا لموقع الرجل
الأمر الذي دفع الباحثين إلى دراسة سُبلتجنب هجمات الأمراض المزمنة، من خلال مكافحة الشيخوخة نفسها أو حتى إبطاء وتيرتها إن أمكن، وقد خضعت بعض الأدوية للبحث بغرض اكتشاف مدى فاعليتها في هذه المكافحة، مثل دواء السكري المشهور "ميتفورمين"، فيما أظهرت بعض الأبحاث نتائج واعدة بالفعل، وهو ما طرح سؤالًا كبيراً: فهل يمكن استعادة الشباب بمثل تلك الأدوية أم أن الطريق لا يزال طويلًا؟
رغم التكلفة العالية لإجراء أبحاثٍ على أدوية مكافحة الشيخوخة، فضلًا عن التوصّل إليها، فإن الإنجازات في هذا الطريق تبدو مثيرة حتى الآن، وبينما هناك زيادة في عدد كبار السن حول العالم، من الذين تجاوزوا الثمانين والتسعين عاماً من أعمارهم، بتحسن مستويات الرعاية الصحية، لذا سعى الباحثون لإيجاد طريقة يستطيعون من خلالها جعل كبار السن يتمتّعون بحياةٍ صحية جيدة، خاصةً مع كونهم مُعرّضين لأمراضٍ مزمنة.
تقول دكتورة صوفيا ميلمان، أستاذة الطب وعلم الوراثة المشاركة بكلية ألبرت أينشتاين للطب: "لا يتعلّق الأمر بالعيش إلى 200 عام، بل يتعلّق بالعيش إلى 90 عاماً في صحة جيدة".
لقد أظهرت بعض الأدوية نتائج واعدة بالفعل على الحيوانات، لكن اختبار تأثيرها طويل المدى على البشر قد يستغرق وقتاً ومالاً كبيرين، وحتى الآن لا يتم تعريف الشيخوخة على أنها مرض يمكن الوقاية منه من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية FDA، لذا لا يُوجد مسار واضح للموافقة على "أدوية مضادة للشيخوخة"، ومع ذلك يأمل الخبراء أن يتغيّر ذلك لاحقاً.
دواء السكري الذي يستخدمه الملايين، وُضِع تحت المجهر لسنوات حيث تم بحث أثره المضاد للشيخوخة، ويزعم الخبراء أنه لا يزال المتصدر في السباق نحو عقار واسع الأغراض، مضاد للأمراض.
فقد أظهرت الدراسات أن للميتفورمين فوائد وقائية ضد أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد يكون قادراً على تقليل خطر الإصابة بأمراض أخرى مرتبطة بالشيخوخة، مثل السرطان والخرف والسكتة الدماغية، فيما وجد بحث أحدث نُشر في "Aging Cell" أن الدواء الذي يعود تاريخه إلى عقود مضت، قد يحمي أيضاً من فقدان العضلات لدى كبار السن.
ويقول دكتور "نير برزيلاي"، مدير معهد أبحاث الشيخوخة في كلية ألبريت أينشتاين للطب: "أنّه دواء يستهدف جميع السمات البيولوجية للشيخوخة". وأضاف: "الميتفورمين آمن أيضاً، وله آثار جانبية قليلة، وهو رخيص الثمن".
د."برزيلاي" بصدد إطلاق تجربة سريرية كبيرة مدتها 6 سنوات تُسمى "TAME"، لاختبار ما إذا كان كبار السن الذين يتناولون الميتفورمين يمكنهم الهروب من الشيخوخة، أو على الأقل تأخير تطوّر الأمراض المرتبطة بالعمر أم لا، فيما يأمل أن تُظهِر الدراسة، التي تضم 3,000 شخص أن الشيخوخة يمكن التغلب عليها بالأدوية، حيث يعتبرها السبب الرئيس للأمراض، وقد يُساعِد التغلب عليها أو إبطاؤها في تجنّب الإصابة بالعديد من الأمراض.