تحت المجهر: هل تخلّصك أكياس النيكوتين فعلاً من خطر التدخين؟

الأمة برس
2025-11-06 | منذ 2 ساعة

تحت المجهر: هل تخلّصك أكياس النيكوتين فعلاً من خطر التدخين؟ (الرجل)لا تحتوي السجائر على النيكوتين فحسب، "المادة التي تجعل المرء يشعر بالمُتعة والنشاط مؤقّتًا"، بل تتضمّن مادة التبغ التي تُسبِّب السرطان، لكن ماذا إن عزلنا النيكوتين وحده في أكياس؟ وبدلًا من الحصول على النيكوتين باستنشاق دخان السجائر، يكون من الأسهل وضع كيس بين الشفة العليا واللثة، ثُمّ يُمتصّ النيكوتين سريعًا، بحسب الرجل.

ربّما تخلّصت أكياس النيكوتين من الموادّ المسرطِنة، لكن هل يعني ذلك أنّها آمنة تمامًا؟ وهل يمكن حقًا اعتمادها وسيلةً للإقلاع عن التدخين؟ 

إليك التفاصيل

ما هو النيكوتين وكيف يؤثِّر في الدماغ؟

يأتي النيكوتين من نوع "النيكوتيانا"، وهي نباتات التبغ التي نشأت في أمريكا الجنوبية قبل أن تنتشر إلى أمريكا الشمالية وإفريقيا وأستراليا.

كان السكان الأصليون لهذه المناطق يستخدمون أوراق نباتات التبغ للمضغ أو التدخين، ثم صدَّر المستعمرون الأوروبيون محاصيل التبغ لتحقيق الربح، وغيّروا استخدامه إلى الاستخدام الترفيهي.

عندما يُستنشق دخان السجائر، ينتقل النيكوتين بسرعة عبر الدم ليصل إلى الدماغ خلال ثوانٍ معدودة، فيُطلِق سلسلةً من التفاعلات الكيميائية التي تولّد شعورًا مؤقتًا بالمتعة والتركيز، قبل أن تتلاشى هذه التأثيرات تدريجيًا بعد دقائق.

وقد يؤدّي الاستخدام المتكرّر للنيكوتين إلى تغييرات في طريقة عمل الدماغ، ولا سيّما في ما يتعلّق بضبط النفس والتوتر والتعلّم، بل يمكن أن تؤدي التغييرات طويلة الأمد إلى الإدمان والمعاناة من أعراض الانسحاب عند التوقف عن التدخين.

ما هي أكياس النيكوتين وعلامَ تحتوي؟

أكياس صغيرة مملوءة بمسحوق النيكوتين وموادّ حافظة وأخرى تُضفِي نكهة، ولا تحتوي الأكياس على أوراق التبغ، ولذلك لا تُعدّ مُسرطِنة مثل السجائر التقليدية.

تختلف كمية النيكوتين في هذه الأكياس من علامة تجارية لأخرى، لكنها غالبًا ما تحتوي على تركيزٍ عالٍ منه. وقد لاقت هذه الأكياس الصغيرة إعجاب فئة الشباب، خصوصًا مع تسويق الشركات لها في عبوات ملوّنة، وإضافة نكهات مثل النعناع والتوت وغيرها.

كيف تستخدم أكياس النيكوتين بطريقة صحيحة؟

لاستخدام كيس النيكوتين، ضعه بين شفتك العليا واللثة، واحتفظ به هناك لمدّة تتراوح بين 15 و45 دقيقة، تبعًا للعلامة التجارية.

يمتصّ الجسم النيكوتين من خلال الأنسجة المُبطِّنة للفم إلى مجرى الدم، فيسري مفعوله في أنحاء الجسم.

ووفقًا لـ"Cleveland Clinic"، يصل النيكوتين إلى الدماغ في غضون عشر ثوانٍ من دخوله الجسم، مسببًا إفراز الأدرينالين، فيشعر معظم الناس بمُتعة فورية ودفعةٍ خفيفة من الطاقة.

هل أكياس النيكوتين آمنة تمامًا أم لها آثار جانبية؟

رغم خلوّها من التبغ المُسرطِن، فإنّ أكياس النيكوتين ليست آمنة تمامًا، إذ يُعدّ النيكوتين مكوّنها الرئيس، وله آثار جانبية عدّة بحسب "Healthline"، منها:

تهيّج الفم واللثة: قد يشعر بعض الأشخاص بتهيّجٍ نتيجة حساسية تجاه النيكوتين أو المكونات الأخرى.

مشكلات الأسنان: قد يسبب استخدامها انحسار اللثة أو تسوّس الأسنان.

اضطراب الجهاز الهضمي: قد يؤدي ابتلاع اللعاب الزائد إلى اضطراب المعدة أو الغثيان.

إدمان النيكوتين: كونه المادةَ الرئيسة المسببة للإدمان مع التدخين.

ردود فعل تحسسية: عند وجود حساسية تجاه مكونات معينة داخل الأكياس.

هل تُعَدّ أكياس النيكوتين وسيلة للإقلاع عن التدخين؟

لم توافِق إدارة الغذاء والدواء الأمريكية "FDA" على استخدامها كوسيلةٍ للإقلاع عن التدخين، إذ ما زالت الدراسات محدودة لفهم آثارها الطويلة الأمد، خاصةً أنّ النيكوتين مادة عالية الإدمان.

بدائل إضافية للإقلاع عن التدخين

ربما لا تكون أكياس النيكوتين الحلّ الأمثل للإقلاع، لكنها قد تقلّل بعض أضرار السجائر التقليدية لخلوّها من التبغ. ويمكن النظر إلى بدائل أخرى فعّالة، مثل:

السجائر الإلكترونية: تزوّد الجسم بالنيكوتين على شكل بخار، إلا أنّ الدراسات تشير إلى فعالية محدودة، ولم تُوافق "FDA" على استخدامها كوسيلةٍ علاجية.

علكة النيكوتين: تساعد على التحكم في الرغبة المفاجئة في التدخين وتخفّف أعراض الانسحاب، لكنها قد تسبّب حرقة المعدة أو تهيّج الفم.

لصقات النيكوتين: تطلق النيكوتين ببطء عبر الجلد وتستمرّ 24 ساعة، لكنها قد تسبب الأرق أو اضطراباتٍ في المعدة.

أدوية الإقلاع المصرَّح بها من "FDA" مثل بوبروبيون وفارينيكلين، إذ تُقلّل الرغبة والشعور بالمتعة من التدخين، لكن لها آثارًا جانبية كجفاف الفم أو الصداع أو اضطراب النوم.











شخصية العام

كاريكاتير

إستطلاعات الرأي