لوفيغارو: انسحاب بايدن من السباق الرئاسي يعيد خلط الأوراق  

2024-07-24

 

الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن (ا ف ب)تحت عنوان: “تحول في الحملة الانتخابية الأمريكية”، قال رينو جيرار، الكاتب في صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية، إن قرار الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن بعدم الترشح لولاية جديدة ضد دونالد ترامب، يعيد خلط الأوراق في الانتخابات الرئاسية. وفي الوقت الحالي، لا شيء يقول إن كامالا هاريس قادرة على إنقاذ الديمقراطيين.

كان دونالد ترامب ينوي تركيز المنافسة على قوته، في مواجهة ضعف بايدن الجسدي. وكان المرشح الجمهوري سعيدا بتجسيد رئيس متفاعل وقوي، كما يظهر في لقطات محاولة اغتياله خلال تجمعه الانتخابي في ولاية بنسلفانيا، حيث وقف ووجهه ملطخ بالدماء، وهو يلوح بقبضته. والآن بعد أن غادر بايدن المسرح، أصبح الرجل العجوز في الحملة الانتخابية هو ترامب. كامالا هاريس أصغر منه بـ18 عاما، وهذا واضح، يوضح رينو جيرار.

حتى الأسبوع الماضي، كان العديد من المراقبين الأمريكيين يعتقدون أن الأمر قد حُسم، وأن ترامب لم يعد من الممكن هزيمته. لقد تفوق على بايدن أثناء مناظرتهما على شبكة “سي إن إن” في 28 يونيو 2024. علاوة على ذلك، ظهر باعتباره المختار من الله بعد أن أصابت رصاصة قاتلة من عيار 5.56 ملم أذنه في 13 يوليو 2024. ثم كان أمام الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة شارع عريض للعودة إلى البيت الأبيض. وكان كافياً بالنسبة له أن يُظهِر نفسه وقد تحول بفضل تجربته شبه المسيحية، وأن يقدم نفسه كزعيم موحد لأمربكا التي سئمت من الحرمان الكنسي والعنف في السياسة، وأن يقترح برنامجاً جديداً للوحدة الوطنية. وكان ليكسب تأييد الملايين من الناخبين الوسطيين الذين لم يحسموا أمرهم بعد، في حين يحتفظ بقاعدته من المؤيدين المتعصبين، يتابع رينو جيرار.

وبدلاً من ذلك، واصل ترامب إهانة خصومه -على سبيل المثال وصف جو بايدن بـ“المحتال” وكمالا هاريس بـ“المجنونة” في تجمع حاشد يوم السبت الماضي. ولم يُظهر أنه قادر على الابتكار سياسياً. ومن دون قصد، أهدر ترامب في غضون أيام قليلة رأس مال التعاطف الذي كسبه بين الوسطيين الأمريكيين، يقول الكاتب.

ومضى جيرار معتبراً أن انسحاب بايدن ليس خبراً جيداً لحملة الحزب الجمهوري. فسرعان ما أدركت حملة  الجمهوريين أنها بحاجة إلى تغيير الاستراتيجية، وقامت بعزف رقصة السالسا المزعجة لـ“كذبة” المؤسسة الديمقراطية في واشنطن -الدولة العميقة ووسائل الإعلام الرئيسية مجتمعة- والتي كانت ستخفي عمدا المشاكل الصحية الحقيقية للرئيس. لكن هذا لن يكون كافياً للاستمرار حتى يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024. سيتعين عليهم العثور على شيء آخر.

المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس لم تبدأ بداية سيئة -يتابع الكاتب- فماضيها كمدعية عامة لمنطقة سان فرانسيسكو، ثم كمدعية عامة لولاية كاليفورنيا -حيث لم تكن متساهلة قط- سيطمئن الأمريكيين من الوسط ويسار الوسط، الذين لا يريدون التقدم دون نظام.

ومقارنة بجو بايدن، فإنها ستنجح في إعادة عدد معين من الناخبين المسلمين إلى حظيرة الديمقراطيين الذين قرروا الامتناع عن التصويت لمعاقبة الرئيس الديمقراطي على دعمه لإسرائيل. كامالا ليست معادية للصهيونية ولا معادية للسامية، فزوجها المحامي دوغلاس إيمهوف، يهودي من بروكلين، لكنها أظهرت تعاطفاً كبيراً مع المعاناة في غزة.

وأخيرا وليس آخرا، ستتمتع كامالا هاريس بالدعم الكامل من هوليوود. فوجود تايلور سويفت إلى جانبك سيكون ذا أهمية في الحملة، حيث إن لدى المغنية المناهضة لترامب بشكل علني، 284 مليون متابع على إنستغرام. أما بالنسبة لترامب، فسيتمتع بدعم نجمين آخرين من نجوم الحلم الأمريكي: جيه دي فانس وإيلون ماسك.

واعتبر رينو جيرار أن الحملة الانتخابية الأمريكية، وبعد إعادة إطلاقها، فإنها تَعِد بأن تظل مثيرة ومليئة بالتقلبات حتى اللحظة الأخيرة، مثل مباراة الريجبي بين فرنسا وإنجلترا. الأمر الوحيد المؤكد اليوم هو أن الديمقراطيين وأيضا الجمهوريين سيضطرون إلى تجديد شعاراتهم.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي