غادة السمان
بكثير من السرور قرأت أخبار اعتراف إسبانيا وإيرلندا والنرويج، بفلسطين.
وأثار ذلك غضب إسرائيل واعتبره رئيس وزارتها مكافأة للإرهاب، وفلسطين هي التي تدافع عن نفسها في غزة ورفح وفي كل شبر من أرضها! وأتفق مع ما كتبه الأستاذ محمد جميح حول غزة «التي تتعرض لأبشع صور العدوان دون أن يمتلك العرب القدرة على وقفه».
والسؤال الآن: البلاد العربية التي قامت بالتطبيع مع إسرائيل، هل ستقوم بالاعتراف بدولة فلسطين؟ أظن ذلك. وكانت بريطانيا وأستراليا ومالطا وسلوفينيا قد أشارت إلى أنها قد تعترف بدولة فلسطين، وأتمنى ذلك على الرغم من الغضب الإسرائيلي.
تهمة الاغتصاب، بلا شهود
بعد عام من إعلان براءة المفكر الإسلامي السويسري من تهم الاغتصاب والإكراه الجنسي، وكانت محكمة في جنيف قد برأته من ذلك. والآن يواجه الاستئناف. وكثيرون يواجهون تهماً كهذه كالممثل الفرنسي الشهير في بلده جيرار ديبارديو وسواه.
المشكلة في قصص الاتهام بالاغتصاب عدم وجود شهود في المحكمة. ولا ندري من البريء حقاً ومن المغتصب. ولعل الحل يكمن في سلوك المرأة بحيث لا تترك المجال لأحد في إمكانية اغتصابها وتحاشيها الانغرار بمشروع مغتصب كما يبدو لها!
جامع باريس
منذ أعوام حين كنت أتناول مع زوجي غداء العيد، اكتشفنا أن المطعم يقع قرب جامع باريس، وذهبنا إليه فقط لزيارته. في مدخله رجل كاد يمنعنا من الدخول لو لم نقل له إننا من المسلمين السائحين، وهكذا أشار لي بالدخول إلى الجانب الأيسر، حيث مكان الصلاة للنساء، ومضى المرحوم زوجي إلى الاتجاه الثاني. وقال لي إن الجامع يستحق الكتابة عنه وتصويره.
من سيقوم بتمويل المشروع؟
كتاب عن الجوامع في المدن العربية، جامعاً، يختاره المؤلف من كل مدينة عربية سيكلف الكثير من المال إذا أردنا أن يكون راقياً فنياً.
فلا بد أولاً من مصور من الدرجة الأولى يقوم بتصويره من الداخل ويقوم بالتركيز على تراثه الفني الديني. ولا أدري إذا كان من المسموح التصوير في السعودية في موسم الحج والعيد والدوران حول الكعبة وكسوته لكن ذلك سيكون رائعاً مع الاحترام المطلق للدين الإسلامي وتقاليده فأنا مسلمة.
الجوامع في الأندلس
كخطوة أولى أحلم بكتاب فني مثل الكتاب الفرنسي لستيفان برن حول كاتدرائيات فرنسا. لكنني أحلم أيضاً بأن يغتني الكتاب بصور لجوامع راقية الفن المعماري في (الأندلس) قبل اندحار المسلمين وعودتها إلى إسبانيا وشاهدت في إحدى رحلاتي إلى هناك كنائس تم تحويلها كذلك بعدما كانت من الجوامع ولم أرَ ما هو أكثر رقياً فنياً من تشييدها وسبق لي أن كتبت عن ذلك في أحد كتبي في «أدب الرحلات» ولن أكرر ذلك لكيلا أضجر القارئ الذي سبقت له قراءتها.
كتاب عن جامع كل مدينة
من الممكن أن تصدر كل دولة عربية كتاباً خاصاً بالجوامع فيها. فالفكرة ليست التنافس بين من جامع أكثر جمالاً فنياً، بل تدوين الجماليات الدينية الإبداعية في جامع واحد في كل مدينة عربية.
وأعترف بشعوري بالغيرة حين أقرأ كتاباً بالفرنسية يمكن أن يصدر بالعربية ما يشبهه لكنه يتحدث عن بلادنا.. وجوامعها. ومن الممكن أيضاً إصدار كتاب في كل مدينة عربية عن الجوامع فيها والتي نجهل كل شيء عنها ولو لم أرافق والدي طفلة إلى الجامع الأموي لغادرت سوريا دون أن أعرف روعة ذلك المكان..