لليوم الثالث.. معارك طاحنة بين المقاومة وقوات الاحتلال في شمال غزة ونزوح آلاف الفلسطينيين  

أ ف ب-الامة برس
2024-06-29

 

 

   تصاعد الدخان في حي الشجاعية بمدينة غزة -- وتقول الأمم المتحدة إن عشرات الآلاف من الفلسطينيين فروا من القتال في المنطقة (أ ف ب)   القدس المحتلة- هزت انفجارات وغارات جوية وإطلاق نار شمال قطاع غزة، السبت29يونيو2024، وهو اليوم الثالث من العملية العسكرية الإسرائيلية التي شردت عشرات الآلاف من الفلسطينيين وفاقمت ما وصفته الأمم المتحدة بالظروف المعيشية "التي لا تطاق" في القطاع.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس أن انفجارات مستمرة سمعت في منطقة الشجاعية القريبة من مدينة غزة، وقال أحد السكان إن الجثث شوهدت في الشوارع.

قال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إن عملياته مستمرة في الشجاعية حيث أسفر القتال "فوق وتحت الأرض" عن مقتل "عدد كبير" من المسلحين.

ويأتي تجدد القتال في المنطقة بعد أشهر من إعلان إسرائيل تفكيك الهيكل القيادي لحركة حماس في شمال غزة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد الماضي إن "المرحلة المكثفة" من الحرب تقترب من نهايتها بعد تسعة أشهر تقريبا، لكن الخبراء يتوقعون أن تكون المرحلة التالية طويلة الأمد.

وأدت حرب غزة أيضا إلى تصاعد التوترات على الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، مما دفع إيران يوم السبت إلى التحذير من حرب "محوية" إذا هاجمت إسرائيل لبنان.

بدأت الحرب بالهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل والذي أسفر عن مقتل 1195 شخصا معظمهم من المدنيين، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية.

واحتجز المسلحون أيضًا رهائن، ولا يزال 116 منهم في غزة على الرغم من أن الجيش يقول إن 42 منهم قتلوا.

وأدى الهجوم الانتقامي الإسرائيلي إلى مقتل ما لا يقل عن 37834 شخصًا، معظمهم أيضًا من المدنيين، وفقًا لبيانات وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس. وأبلغت عن 69 حالة وفاة على الأقل خلال الـ 48 ساعة الماضية.

- الفرار خالي الوفاض -

وقال محمد حرارة (30 عاما) إنه وأفراد عائلته، صغارا وكبارا، شعروا وكأنهم سيصبحون جزءا من تلك الخسائر.

وأضاف أنهم فروا من منزلهم في الشجاعية دون أن يحملوا أي شيء "بسبب قصف الطائرات والدبابات والطائرات المسيرة الإسرائيلية" ولم ينجوا إلا بصعوبة.

وقال حرارة: "لم نتمكن من حمل أي شيء من المنزل. تركنا الطعام والطحين والمعلبات والفرش والبطانيات".

قال الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة إنه نفذ "غارات محددة الأهداف" مدعومة بضربات جوية ضد نشطاء حماس في منطقة الشجاعية.

وقدرت وكالة الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية أن "حوالي 60 إلى 80 ألف شخص نزحوا" من المنطقة هذا الأسبوع.

وأظهرت صور تلفزيون وكالة فرانس برس يوم السبت رجالا ينقلون أمتعتهم على عربة يجرها حمار. وتم دفع بعض الأشخاص على الكراسي المتحركة. وسار الأطفال حاملين حقائب الظهر وسط أكوام من الحطام المغبر.

وقال عبد الكريم المملوك "رأيت دبابة أمام مسجد الشهداء تطلق النار على أهداف، وكان هناك شهداء في الشارع".

وأعلنت حركة حماس والجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية يوم الجمعة أنهما تقاتلان في الشجاعية.

وفي مكان آخر من المنطقة الساحلية، قالت وكالة الدفاع المدني يوم السبت إنه تم انتشال أربع جثث من شقة بعد غارة إسرائيلية في المنطقة الوسطى.

وإلى الجنوب، في منطقة رفح، أفاد شهود عيان بوجود قتلى وجرحى بعد توغل جديد للقوات الإسرائيلية.

وقال طارق قنديل، مدير المركز الطبي في المغازي وسط غزة، إن المنشأة تعرضت لأضرار جسيمة جراء قصف منزل مجاور، مما يجعلها أحدث منشأة طبية في غزة تتأثر بالحرب.

وقالت الأمم المتحدة في تقرير يوم الجمعة نقلا عن وزارة الصحة في غزة إن "نحو 70 بالمئة من البنية التحتية الصحية دمرت".

- لا يوجد حمامات -

وبشكل منفصل قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة لويز ووتردج عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إنها عادت لتوها إلى وسط غزة بعد أربعة أسابيع خارج القطاع.

وأضافت "الأمر لا يطاق حقا"، واصفة الوضع "المتدهور بشكل كبير".

"لا يوجد ماء هناك، ولا يوجد صرف صحي، ولا يوجد طعام"، والناس يعودون للعيش في "هياكل فارغة" من المباني.

وفي غياب الحمامات، قال واتريدج إن "اللاجئين يقضون حاجتهم في أي مكان يستطيعونه".

وتقول الأمم المتحدة إن معظم سكان غزة نزحوا، لكن تداعيات الحرب أدت أيضا إلى نزوح الناس على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية، حيث تتبادل حركة حزب الله اللبنانية والقوات الإسرائيلية إطلاق النار بشكل شبه يومي.

وتصاعدت مثل هذه التبادلات هذا الشهر، إلى جانب الخطاب الحربي من كلا الجانبين.

قال الجيش الإسرائيلي إن خطط شن هجوم على لبنان "تمت الموافقة عليها والتحقق من صحتها"، مما دفع حزب الله للرد بأن إسرائيل لن تنجو من صراع شامل.

- 'الحرب النفسية' -

وقالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، في منشور لها، السبت، على وسائل التواصل الاجتماعي، إنها "تعتبر التهديدات الإسرائيلية بـ"مهاجمة" لبنان بمثابة حرب نفسية".

لكنها أضافت أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى حرب "محو" يمكن أن تشمل "جميع جبهات المقاومة"، في إشارة إلى الجماعات المدعومة من إيران في المنطقة.

ومن بين هؤلاء أنصا ر الله الحوثيين في اليمن، الذين يستهدفون منذ أشهر الملاحة الدولية في منطقة البحر الأحمر. ويقول انصار الله الحوثيون إنهم يتصرفون تضامنا مع الفلسطينيين.

أعلن الحوثيون، الجمعة، أنهم نفذوا "ضربة مباشرة" على ناقلة في البحر الأحمر، لكن وكالة الأمن البحري التي تديرها البحرية الملكية البريطانية أفادت بعدم وقوع أضرار.

وردت البحرية الأمريكية على أهداف أنصار الله الحوثيين بهذه الهجمات، وقال الجيش الأمريكي يوم الجمعة إن قواته دمرت سبع طائرات بدون طيار ومركبة محطة تحكم في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن خلال اليوم السابق.

 









كاريكاتير

إستطلاعات الرأي