صدرت مؤخراً، عن «منشورات المتوسط ـ إيطاليا» مجموعة شعرية جديدة للشاعرة البحرينية سوسن دهنيم بعنوان «في تأويل نفي ما».
الرحيل القسري عن المكان، والآلام التي تنتجها الغربة، والفقد، هي الموضوعات الرئيسية في ديوان الشاعرة البحرينية سوسن دهنيم المعنون: «في تأويل نفيٍ ما». تلك الوقائع القاسية هي، في التعريف، منفى، فكيف يكون المنفى إذن، إن لم يكن هذا؟ على مدار الديوان تؤوّل الشاعرة ذلك النفي، عبر «غريب» هارب، وواقع في حب مرير، و»سمراء» تلحق به بدافع من العشق المتوهج، و»صوت» يروي تلك الحكاية. الأمر الذي جعل من الديوان ليس مجرد قصائد متفرقة، بل كتابا ينطوي على حكاية حب وفقد. تنتشر عبر الديوان مفردات متنوعة للرحيل، والحب، والفقد، والحزن.. لكن في المقابل ثمة مفردات تشي بأمل اللقاء، في نوع من بث التفاؤل وإعلاء منسوب الرغبة في الحياة.
صدر الكتاب في 96 صفحة من القطع الوسط. ضمن سلسلة «براءات» التي تصدرها الدار وتنتصر فيها للشعر، والقصة القصيرة، والنصوص، احتفاءً بهذه الأجناس الأدبية.
من الكتاب:
كَشَاطِئٍ يتوزَّعُ دمَ الغَرقَى على أطرافِه
أتنهَّدُكِ
أُوضِّبُ قلبي
وأزيلُ الفَوضَى العالقةَ بأَورِدَتِه
أتأمَّلُ صَوتَكِ وهو يَجلِسُ القُرْفُصَاء قُربَ صورتِنا معاً
أَغزِلُ منهُ عِقْدَاً وأُلبِسُهُ صُورتَك
يُغرِيْني بتقبيلِه
كلما انتابَنِي نَدَمٌ على قصيدةٍ فرَّت
قبلَ أن أَربِطَ شَعْرَها بحِبرك
أَجمعُ من الشَّاطئِ بقايا خُطواتِكِ
أُعبِّئُها في قِنِّيْنَةٍ
فأشربُها ماءً عندَ الحنين
أَرسُمُنا معاً رُوحاً وجَسَدَيْن مُلتحِمَينْ
يَستدرِجُني الواقع
ويخَذُلنُي
وكَشَاطِئٍ يتوزَّعُ دمَ الغَرقَى على أطرافِه
تُخبِّئين مَدَّكِ عنِّي
وتمضين».