«البراني المتجذر»: نحو أنثروبولوجية للضيافة

2024-06-08

صدر عن دار أفريقيا الشرق كتاب جديد للكاتب عثمان لكشعمي، يتطلع المؤلف من خلاله إلى دراسة الضيافة أنثروبولوجياً في حالة مغربية بعينها هي حالة «ضِيَافَة دُكَّالَة»: من ضيافة إثنوغرافي إلى إثنوغرافية الضيافة، ومن التحليل الإثنولوجي القصدي، إلى التأويل الأنثروبولوجي السياقي. يتعلق الأمر هنا بضيافة البَرَّانِيّ المُتجذِّر: ضيافة الغريب المُتجذِّر (الغَرِيب المَحَلِّيّ).

وإنْ كان الرهان الأساس لهذا العمل أو البحث هو دراسة الأشكال الأساسية للضيافة، فإن المؤلف قد اهتدى إلى مفهوم فينومينولوجي للضيافة (البَرَّانِيّ المُتَجَذِّر) وما يقوم عليه من استراتيجية منهجية انعكاسية تمخَّضت من صميم البحث: الانْعِكَاسِيَّة المُتَبَادَلَة. من شأن ذلك المفهوم أن يفتح آفاقاً خصبة أمام دراسة الأشكال الجديدة للضيافة في المغارب والمشارق، كما هو شأن الأشكال الجديدة للنزوح واللجوء وغيرها. تقوم ضيافة البَرَّانِيّ المُتَجَذِّر على اقتصاد اجتماعي تبادلي (نظام الزْرُورَة) فضلاً عن قانون مقدس للضيافة (ضيافة الشرفاء) علاوة على «ضيافة الغَضْبَانْ» التي ساهمت في تخصيب مفهوم البَرَّانِيّ المُتَجَذِّر واختماره. ليتسنى للقارئ فهم الكيفية التي تستحيل فيها الضيافة إلى نقيضها؛ إذا كانت الضيافة تساهم في تحويل البَرَّانِيّ إلى جُوَانِيّ (حالة ضيافة الشرفاء) فإن الامتناع عنها يؤدي إلى تحويل الجُوَّانِيّ إلى بَرَّانِيّ (حالة ضيافة الغَضْبَانْ). فبفضل هذا المفهوم الانْعكاسيّ المُتبادَل للضيافة، تمكن الباحث من إعادة تعريف الأنثروبولوجي بوصفه ضَيْفاً مُحْتَرِفاً، ومن ثم إعادة تعريف حِرفة الأنثروبولوجيا باعتبارها ممارسة علميَّة للضيافة المُتجَذِّرَة أو البَرَّانِيَّة المُتَجَذِّرَة.

جاء الكتاب في 194 صفحة من القطع المتوسط.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي