تحت عنوان: في باريس.. بايدن وماكرون يحاولان الاتفاق بشأن أوكرانيا وغزة، قالت صحيفة “لوفيغارو” إنه بعد إحياء ذكرى إنزال النورماندي، سيتحدث عن إيمانويل ماكرون وجو بايدن اليوم عن ساحات القتال الأخرى، مثل خاركيف وغزة، خلال زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي إلى باريس اليوم، والتي سيناقش خلالها الرجلان سلسلة من القضايا المتعلقة بالأمن، قبل قمة مجموعة السبع في إيطاليا، ثم قمة الناتو في واشنطن في يوليو/تموز.
والولايات المتحدة وفرنسا متفقتان حول غالبية المواضيع، وهو ما لا يمنع الخلافات. ولكن يقال إن الزعيمين أقاما علاقة ثقة تعززت بفضل تعاونهما منذ الغزو الروسي لأوكرانيا. ومع ذلك، فقد بدأت الأمور بشكل سيئ للغاية، على خلفية “صفقة الغواصات” لأستراليا في عام 2021، والتي أثارت أزمة دبلوماسية. واستدعت باريس سفيرها في واشنطن، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ البلدين. وبعد مرور عام، وكبادرة تهدئة، دعا جو بايدن نظيره الفرنسي إلى البيت الأبيض لحضور حفل عشاء رسمي كبير. ومنذ ذلك الحين، قام الرجلان بإصلاح الأمور، حتى لو خلط الرئيس الأمريكي مؤخراً بين إيمانويل ماكرون وفرانسوا ميتران في واحدة من أخطائه المعتادة! تقول “لوفيغارو”. وعادت العلاقات على أساس أكثر هدوءًا.
لدى بايدن وماكرون أهداف متشابهة بشكل عام، حتى لو كانت هناك اختلافات حول كيفية تحقيقها، كما تنقل الصحيفة الفرنسية عن ماتيو دروين، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث.
ومن الواضح أن أوكرانيا، التي يدافع عنها الرئيس الفرنسي من خلال مواقف أكثر جرأة، ستكون في قلب الاجتماع. وسيناقش رئيسا الدولتين بشكل خاص تمويل المجهود الحربي. وتدفع الولايات المتحدة بخطة تستخدم الفوائد المكتسبة من الأصول الروسية المجمدة في البنوك الخارجية للحصول على قرض لتمويل الإنفاق العسكري. وبحسب صحيفة بوليتيكو، فإن ماكرون هو رئيس الدولة الوحيد في مجموعة السبع الذي لم يقبلها. وتؤيد فرنسا إصدار سندات الدفاع الأوروبية. يقول ماتيو دروين: “الفرق الرئيسي هو إدارة تصعيد الصراع”، توضح “لوفيغارو”.
أما الولايات المتحدة، فبعد أن قادت دعمها لكييف في بداية الحرب، تبنت موقفاً أكثر تحفظاً، ورفضت منذ فترة طويلة شن ضربات على الأراضي الروسية بأسلحة أمريكية أو انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي خوفاً من التصعيد. ومن جانبه، انتهز إيمانويل ماكرون الفرصة لتقديم نفسه كزعيم أوروبي. فقد شدد لهجته تجاه موسكو، بعد أن أعطى الضوء الأخضر لتوجيه ضربات ضد أهداف عسكرية في روسيا، ويتحدث الآن عن إرسال مدربين إلى أوكرانيا، تضيف الصحيفة الفرنسية، مشيرة إلى أن جو بايدن أعلن أنه معادٍ لإرسال قوات.
وعلى العكس من ذلك، فإن الرئيس الفرنسي أكثر اعتدالا بشأن الصين، وهو موضوع رئيسي آخر للمناقشة. ويضغط الأمريكيون على الأوروبيين لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه بكين بشأن دعمها لموسكو في أوكرانيا وممارساتها التجارية. ومع ذلك، فإن الأوروبيين مترددون في عزل هذا الشريك التجاري المهم. وستكون زيارة الدولة أيضًا فرصة لإيمانويل ماكرون لحشد دعم بايدن للدفاع الأوروبي القوي والتعاون المؤسسي الوثيق بين الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي. ويطالب الرئيس الفرنسي بتقليص اعتماد أوروبا على الولايات المتحدة أمنيا، وهو ما يسميه “الاستقلال الاستراتيجي” وهو ضرورة بالنسبة له، خاصة في حال إعادة انتخاب دونالد ترامب، تتابع “لوفيغارو”.
لكن موضوع التوتر الأكبر يظل هو قانون خفض التضخم (IRA)، وهو خطة الإدارة الأمريكية التي تمنح مليارات الدولارات من الدعم خاصة لمنتجي السيارات الكهربائية، بشرط أن يتم تصنيعها في الولايات المتحدة. وتدين باريس هذه النزعة الحمائية وتخشى، مثلها في ذلك كمثل دول أوروبية أخرى، أن تنتقل قطاعات كاملة من اقتصادها عبر المحيط الأطلسي. وافقت واشنطن على بعض التنازلات. وأخيرا، وفقا لجون كيربي، المتحدث باسم البيت الأبيض، يتعين على ماكرون وبايدن أن يناقشا “التعاون الفرنسي الأمريكي لضمان سلامة وأمان الألعاب الأولمبية الصيفية”.
تأتي هذه الزيارة الطويلة المفاجئة التي قام بها الرئيس الأمريكي – حيث أمضى خمسة أيام في فرنسا – في الوقت المناسب تمامًا لإيمانويل ماكرون، الذي يأمل في زيادة شعبيته عشية الانتخابات الأوروبية الأحد. أما جو بايدن، وهو في منتصف الحملة الانتخابية، فهو يعول أيضاً على هذه الرحلة لإبراز مكانته كزعيم دولي والحصول على دفعة في استطلاعات الرأي، بحسب “لوفيغارو”.