في بُحران ما زلتُ

2024-05-24

أحمد بنميمون

من منسج أصواف، حيث رجال وحدهمُ من يشتغلون على أنوال خشبية،

كنت تسللتُ صغيرا أبحث عما ينقذني من كرباج ناريٍّ تحت سماء ظهيرة.

نفسي يملأها ما يشبه إجهاش تخفيه حتى يبعدها خطو عن عين لا ترحم،

وقفت بي قدماي أمام مربع نافذة صغرى حتى أبصر من جلسوا قرب حوانيت على الطرف الآخر من منحدر كان يمر إليه العابر نحو شوارع أخرى تتشتت في كل مكان، ومناسج شتى تحت مبان أو فوق منازل مأهولة.

ويمر ذوو حيوانات داجنة، أو يتوقف كلب ضال يبحث عن عظْمٍ مفقودٍ لا يلقى ترحيبا، ويسير كثيرون إلى أغراض لا تعلمها إلا أنفسهم إذ تَكْـذِبُهُم، وأمورٍ أخرى يعلمها بالتقدير سواهم.

٭ ٭ ٭

لم يبق هنالك من حيّ تحت النار أمامي غيرُ ثلاثِ شخوصٍ كانوا تحت جدار تركته الشمس لتغرب خلف جبالٍ في الأفق الغربي بُعيد سويعات العصر،

ثم سمعت كلاما كان يدور، وقد أز طنين فوق جدار أرعب من كان قريبا منه

حتى قال حكيم الخلوة، مفروضا تحت الشمس

هذا إيذان بالموت إذا دوّى في أذنيِ محتضر بأزيز معلوم حلت ساعة صاحبهِ

فجزعت وكنت ضئيلا في حجم العصفور الواقع في كفة صيادٍ

لا أعلم كيف أدافع أو أدحض قولا باطلْ

وجررتُ بصمت مهزوم قدميَّ إلى البيت

وقد روّعني جهلي كيف تصيب الأحياء سهامُ الموت

هل له مصيدة لا يبصرها حتى من كان بصيرا

أو ينجو منها حتى لو كان ملاك الموت.

شاعر مغربي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي