واشنطن بوست: وفاة رئيسي تضيف إلى حالة عدم اليقين في منطقة الشرق الأوسط المتقلبة  

2024-05-21

 

قالت الصحيفة إن المواجهة المباشرة الشهر الماضي بين إسرائيل وإيران، أدت إلى رفع مستوى القلق (أ ف ب)قالت صحيفة “واشنطن بوست” في تقرير أعده كريم فهيم ونيلو تبريزي وسوزانا جورج، إن وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث تحطم طائرة هليكوبتر يوم الأحد، أدت سريعا إلى إطلاق عملية انتقال للقيادة أصرّ المسؤولون على أنها ستترك الجمهورية الإسلامية في أيد ثابتة، وربما تؤدي إلى تغيير بسيط في اتجاه البلاد، بحسب المحللين.

وقال آية الله علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية: “لا ينبغي للأمة الإيرانية أن تشعر بالقلق”. ووفقا للمحللين، كان يُنظر إلى رئيسي على أنه منفذ لأوامر خامنئي، وليس جهة فاعلة مستقلة.

وقالت الصحيفة إن المواجهة المباشرة الشهر الماضي بين إسرائيل وإيران، أدت إلى رفع مستوى القلق. وبعد أن أدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل قادة عسكريين إيرانيين في سوريا، ردت إيران بإطلاق وابل من مئات الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل.

ونقلت الصحيفة عن علي فائز، مدير مشروع إيران وكبير المستشارين في مجموعة الأزمات الدولية، قوله خلال حلقة نقاش في قطر يوم الاثنين، إنه بين الخصمين الإقليميين “انتهت قواعد اللعبة القديمة. وإن القواعد الجديدة لم يتم وضعها بشكل كامل”.

وأضاف أن وفاة رئيسي أضافت “حالة من عدم اليقين إلى الغموض القائم بين إيران وإسرائيل، مما يزيد من مخاطر سوء التقدير”.

ومع تدفق التعازي يوم الإثنين من حلفاء إيران وجيرانها، بما في ذلك روسيا والصين والهند، شكرت حركة حماس إيران على دعمها في الحرب مع إسرائيل.

وعلى مدار الأشهر السبعة الماضية، نفذت الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط هجمات صنفتها على أنها انتقامية ضد إسرائيل بسبب هجومها المميت على غزة، أو ضد الولايات المتحدة، الحليف الدولي الرئيسي لإسرائيل. وأدى العنف إلى مخاوف مستمرة من نشوب حرب إقليمية، على الرغم من إشارة إيران مرارا إلى أنها تحاول تجنب تلك النتيجة.

وقال علي فائز إنه بعد وفاة رئيسي، فإن الخوف هو أن “خصوم إيران في المنطقة قد يرون فرصة، وقد يتجاوزون الحدود”.

وقال حميد رضا عزيزي، الزميل الزائر في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية، إن هذا القلق من أن إسرائيل أو غيرها قد تستخدم وفاة رئيسي كفرصة لتنسيق هجمات على إيران، قد يقود إلى “شعور بالضعف” في البلاد. وقال إن التداعيات ستكون في الوطن.

وأضاف: “على الصعيد الداخلي، سيزداد القمع”. وفي فترة الخمسين يوما التي تسبق إجراء انتخابات جديدة، من المحتمل أن تكون هناك “رقابة أكثر صرامة على الأنشطة الاجتماعية والسياسية في البلاد. والمزيد من الحكم الأمني”.

وقالت صحافية في طهران، الإثنين، إن مسؤولا في الاستخبارات اتصل بها بعد نشر قصة عن وفاة رئيسي على موقع إنستغرام. وأضافت الصحافية التي تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها خوفا من الانتقام، إن المسؤول اعترض على العنوان الرئيسي، الذي قال إن رئيسي قتل، وليس “استشهد”، وهو المصطلح الذي استخدمته وسائل الإعلام الحكومية عند الإشارة إلى وفاة الرئيس.

وعندما سألت عما إذا كانت ستجبر على إزالة المنشور، أجاب مسؤول المخابرات بأنه لا يريد أن يحدث لها “أي شيء سيئ” أو أن يتم فتح قضية قانونية محتملة بشأن نشاطها على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومهما كانت التداعيات الداخلية الناجمة عن الانهيار، لم تكن هناك دلائل تذكر على أن موقف إيران الإقليمي ومواجهتها مع إسرائيل، وتركيزها على تحسين العلاقات مع الجيران العرب، سوف يتغير.

وقال عزيزي إن هذه السياسات يضعها المرشد الأعلى وينفذها الحرس الثوري. وقال إن دور السلطة التنفيذية -الرئيس ومجلس الوزراء- “قد تم تقليصه إلى منفّذ لقرارات الدولة”. وأضاف أنه “ستكون هناك فترة من الغموض حتى يتم معرفة الرئيس القادم”.

لكن وفاة رئيسي أثارت أسئلة أخرى، بما في ذلك من سيخلف المرشد الأعلى الذي يبلغ من العمر 85 عاما. واعتبر البعض أن رئيسي هو المنافس الرئيسي، إلى جانب نجل المرشد الأعلى، مجتبى. لكن عزيزي أشار إلى أن التكهنات بشأن الأسماء ترقى إلى مستوى قراءة الفنجان.

وقال: “لا أحد يعرف حقا”، فالنظام السياسي الإيراني “لديه دائما طرق لمفاجأة الناس”.

وكان هناك أيضا سؤال حول كيفية مواجهة الدولة لإرث رئيسي، والذي تضمن حملة قمع وحشية ضد الانتفاضة المناهضة للحكومة التي بدأت في خريف عام 2022، ولامبالاة الناخبين على نطاق واسع -بما في ذلك الموالين للحكومة- مع اقتراب انتخابات أخرى لخليفة رئيسي.

وقال عزيزي إن سخط الناخبين كان “مثيرا للقلق” لحكام إيران، وأثار تساؤلات حول الشرعية. وهذا لا يعني أن العملية الانتخابية ستفتح فجأة أمام شخصيات أكثر اعتدالا. وقال: “تميل الحكومة أكثر فأكثر إلى استخدام تكتيكات القبضة الحديدية”، مضيفا أن حقبة ما بعد رئيسي ستشهد على الأرجح تدافعا بين الفصائل السياسية المتشددة على النفوذ.

لكن محللين قالوا إنه لا توجد شخصية واضحة في المعسكر المتشدد لتحل محل رئيسي كرئيس، مما يزيد من التحدي الذي تواجهه الدولة.

وقال أمير، وهو أحد سكان أصفهان يبلغ من العمر 33 عاما: “عندما سمعت أنه لم يكن هناك ناجين، فكرت على الفور في العواقب السياسية لذلك”، مضيفا أن أحد مخاوفه الرئيسية هو من سيحل محل خامنئي. وتحدث بشرط استخدام اسمه الأول فقط لأسباب تتعلق بالسلامة. وأعرب عن أمله في أن يقوم المرشد الأعلى القادم بحملة تنشيط مماثلة لتلك التي تقوم بها السعودية والتي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير مجتمعي جذري.

وأضاف: “إذا أراد أصحاب السلطة الحاليون البقاء، فهذا بالضبط ما يتعين عليهم القيام به”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي