جون أفريك: بنيامين نتنياهو.. الصديق المزعج لفرنسا   

2024-03-01

 

بعيداً عن الشعب الفلسطيني، فإن الحرب اللامحدودة التي يشنها نتنياهو ووزراؤه المتطرفون ليست في صالح الإسرائيليين (أ ف ب)

قالت مجلة “جون أفريك” الأسبوعية الفرنسية في افتتاحية لفدوى إصلاح، إن دعم الرئيس إيمانويل ماكرون غير المشروط للحرب التي شنها رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته اليمينية المتطرفة على غزة يعني ثمناً باهظاً على نحو متزايد يتعين على فرنسا أن تدفعه، على الصعيدين المحلي والدولي.

وتساءلت المجلة: “إلى أي مدى سيصل دعم ماكرون للحرب التي يشنها نتنياهو وحكومته المتطرفة على غزة؟ فهل تعفينا إدانة هجمات حماس ضد إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والتي راح ضحيتها 1160 شخصا في ظروف فظيعة، غالبيتهم من المدنيين بحسب الإحصائيات، من التحدث علناً ضد المذبحة التي ارتكبتها الدولة العبرية منذ ذلك الحين ضد 2.3 مليون فلسطيني يعيشون في هذا الجيب؟”.

وأضافت أنه “بينما دخل الصراع شهره الخامس على التوالي، وسقط أكثر من 30 ألف قتيل، ثلثاهم تقريبا من النساء والأطفال، هل تستطيع فرنسا أن تستمر في الاكتفاء بالتصريحات الخجولة التي تدعو إلى وقف إطلاق النار، أو التلفظ بالعبارات المبتذلة حول السلام والأمن أو حل الدولتين؟ مع العلم أن هذه التصريحات والبيانات ليس لها أي تأثير على قرارات “بيبي” وحكومته، الذين يسعون بكل سرور، دون أي اعتبار للقانون الدولي، إلى تحقيق هدفهم المتمثل في القضاء التام على حماس. وبالتالي، فقد يكون الوقت قد حان لتجربة شيء آخر”، وفق “جون أفريك”.

وتابعت المجلة القول إنه سواء التزمنا أم لا بفرضية الإبادة الجماعية، التي حذرت منها محكمة العدل الدولية مثل الأمم المتحدة لعدة أسابيع، فإن الفشل في التصرف بشكل ملموس لوضع حد لهذه المأساة، يجعل من الفرنسيين متواطئين في هذه المذبحة التي تحدث أمام أعين العالم أجمع، حيث السكان في غزة يموتون تحت رصاص وقنابل الجيش الإسرائيلي، ومن العطش أو الجوع أو نقص الرعاية، حيث تقوم إسرائيل في أغلب الأحيان بمنع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية.

وهذا التواطؤ، تقول “جون أفريك”، هو بعيد كل البعد عن أن يكون نظريا أو مفاهيميا، لأن الدولة الفرنسية لا تُظهر دعمها لإسرائيل بالكلمات فحسب، بل تزودها بالاستخبارات والأسلحة والمعدات العسكرية، وهو ما برّره وزير الجيوش الفرنسية، سيباستيان ليكورنو، بأنه “من أجل السماح لإسرائيل بضمان الدفاع عن نفسها”. في الوقت نفسه، أعلنت فرنسا في 28 كانون الثاني/ يناير، تعليق دعمها المالي لوكالة الأمم المتحدة المسؤولة عن إغاثة اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بشكل مؤقت.

قنبلة موقوتة

إذن، نعم، “فرنسا صديقة إسرائيل”، كما أصر ستيفان سيجورنيه، خلال رحلته الأولى إلى الشرق الأوسط بعد تعيينه وزيرا للخارجية. ولكن ما هي هذه الصداقة التي لا نجرؤ فيها على قول الأشياء لبعضنا البعض بطريقة بسيطة ومباشرة؟ وحيث يتوقع صديقك منك الدعم الكامل، ولا يقبل -ولا يريد حتى أن يسمع- أدنى سؤال؟ تتساءل “جون أفريك”.

ومضت كاتبة الافتتاحية واصفةً بنيامين نتنياهو بأنه يشبه المراهق المتقلب الذي لا يجرؤ أحد على رفض أي شيء له.. لا عائلته ولا أصدقائه.

وبعيداً عن الشعب الفلسطيني، فإن الحرب اللامحدودة التي يشنها نتنياهو ووزراؤه المتطرفون ليست في صالح الإسرائيليين، الذين يجدون أنفسهم مضطرين إلى إدارة عواقب وخيمة.

وفي فرنسا، يُعتبر دعم ماكرون غير المشروط لإسرائيل بمثابة قنبلة موقوتة. وفيما يتعلق بالسياسة الداخلية، فإن هذا يؤدي إلى تفاقم عدم ارتياح المواطنين المسلمين، الذين يتزايد عددهم، حتى بين النخب، الذين يرغبون في مغادرة البلاد، ويشكل ذلك خطراً على العيش المشترك.

ولكن أيضا على المستوى الدولي، حيث إن الصوت الفريد والإنساني الذي حملته باريس منذ فترة طويلة حيال الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ضمن لها مكانا خاصا في العالم العربي وفي الجنوب العالمي. المكان الذي فقدته بالتأكيد، كما تقول “جون أفريك”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي