طوفانٌ غَــزَّ سُيوفًا

2024-02-08

جمال أزراغيد

يَظُنُّني الجيرانُ حَجرًا

تتَكسَّرُ عَليْه

سَنابِكُ خَيْلٍ تَعَرّى صَهيلُه

مِلْءَ سَماءٍ

يُغَطّيها أَزيزُ الرّصاص…/

عَلى الحَجَرِ أُفْرِدُ روحي

لِأُحَيّي طوفانًا

غَزّ سُيوفًا في غِلافِ غزّة

لأَحفُر صورَةَ الأقصى

في كُلّ قلبٍ

يُبْصِرُ

بِحُبّ البَنادِقِ على أبْوابِ النّار.

مِن كلّ بابٍ يُواجِهُني عَريسٌ

بِعَيْنَينِ لامِعَتَيْنِ

مِنهُما تَسُحُّ

زَغاريدُ الشّهامَة.. الشّهادَة

كَأَنّها قَطَراتُ مَطرٍ

تَرَسّبَتْ في زاوِيَةِ نافِذَتي

المُطلّةِ عَلى سِرْبِ حَمام

يُحيطُ أعْشاشَهُ بالهَديل

لِتَعْلو حُروفُ السّلام

تاجًا

يُجَلِّلُ جيدَ الجِيادِ في البِلاد..

نافِذَتي مِنْظارٌ طَويل

يَتَقصّى حُدودَ البُقْعَةِ الصّامِدَة

وَما تَراكَمَ فوقَها مِن دِماءٍ

تَفجَّرتْ مِن أَحْلامِ الشُّهَداء

سُيولًا

بِألْوانِ الجَنّةِ السّرمَدِيّة.

غزّة النّازِفَةُ عِزّتُنا

حينَ أَلْهَجُ بِذِكْرِ أَوصافِها

تَتعَرّشُ بِذاكِرَتي

ياقوتَةً

تُضيءُ خارِطةَ الوُجود

ذاكِرَتي التي أَوْهَمْتُها بِالسَّفَرِ

إلى سَماء العُنْفُوان

تُجْبِرُني أَن أُنْقِذَ مِن مُحيطِ الغَرَقِ الطّريقَ

لِلقادِمينَ مِن مَرايا المدُنِ الغائِمَة

أُعَكِّرُ أصْواتهم بالفَجرِ الوَليد.. السّعيد

وأُناديهم: غزّة الآن..

شاعر مغربي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي