زوجي ينقل هموم العمل وصراعاته إلى المنزل.. ما الحل؟

الاسرة - الامة برس
2024-01-17

زوجي ينقل هموم العمل وصراعاته إلى المنزل.. ما الحل؟ (الاسرة)

كثير من الناس لا يستطيعون الفصل بين عملهم وحياتهم الخاصة، فهناك من يحمل أوراقه وملفاته إلى البيت، وآخر يكتفي بحمل الهموم والمشاكل معه، إلا أن هناك من ينقل وساوسه التي اكتسبها دون إرادته من عمله، فنجد من تشتكي زوجها نتيجة إصابته بوسوسة النظافة بسبب احتكاكه المباشر مع الآخرين، وأخرى تعاني أزمة مع من تستلزم طبيعة عمله التدقيق في كل تفصيلة حتى ولو كانت بسيطة، وكذلك أمثلة كثيرة تجعلنا نسلط الضوء على انعكاس هذه الشخصية التي تجعل المحيطين بها يعانون في صمت وساوس عملها.

الدكتورة بدرية الحرمي، استشارية الصحة النفسية، تطلعنا عن تجربتها الشخصية قائلة «نقضي أغلب ساعات يومنا في أداء مهام وظيفتنا، ومن الطبيعي أن نتأثر بطبيعة عملنا، بل من الممكن أن نكتسب بعض السلوكيات التي قد ننقلها إلى بيوتنا، فمثلاً بعض المهن في القطاع الصحي وبسبب طبيعة عملها تستدعي الاهتمام بإجراءات التعقيم والسيطرة على العدوى، وهو ما قد يصيب العاملين فيها بوسواس النظافة والخوف من نقل العدوى للآخرين، خاصة إذا تعلق الأمر بأفراد الأسرة. وأتذكر على سبيل المثال في بداية جائحة «كورونا» كان ينتابنا شعور بالتوتر حيال الأمور التي تحدث حولنا أو توشك على الحدوث، وكوني وزوجي طبيبين كان ينتابنا شعور بالقلق من إمكانية نقل العدوى لأبنائنا أو إصابة أحد الأشخاص المقربين من العائلة بالمرض، وخاصة وأننا في بداية هذه الجائحة كنا لا نعرف تماماً طبيعة المرض ومعلوماتنا عن هذا الفيروس المستجد كانت محدودة. وبالإضافة إلى ما تم فرضه من إجراءات احترازية وقائية، أتذكر في كثير من الأحيان كان يقوم زوجي بعزل نفسه بعيداً عنا لأيام إذا كان مخالطاً لإحدى الحالات الإيجابية معه في العمل، وكان يصاب بحالة خوف من أن يصاب أحدنا بضرر، فكان يزيد من فرط التعقيم وتطهير يده بالكحول. ورغم تلك الظروف الصعبة ولله الحمد استطعنا أن يكون لنا دور كبير في الدعم النفسي لأبنائنا وشرح الوضع بطريقة مبسطة لهم، حتى لا ينفروا من خوفنا المفرط عليهم، خاصة وأنهم كانوا صغاراً لا يستوعبون فكرة أن يكونون بعيدين عن أبيهم».








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي