لأنك الكون

2023-12-30

مندوب العبيدي

منذ اندلاع الأسى تترى خسارتي

لا شمسَ طهّرت الأوجاعَ في ذاتي

ولا وجدتُ بذاتي من صدى وتري

فموطنُ الناي حزني بابتهالاتي

وتهتُ عن سُلَّمِ الأنغامِ تخذلني

أصابعي حين تكبو بانهياراتي

مضى بنا العمر في فوضى مُخلَّقةٍ

مُدامةٍ عند أسرار السجلاتِ

ما بين هاك وهاتي مسخُ أقنعةٍ

والعابرون على قيد السماواتِ

ما كانت الريحُ إذ تأتي بمنعصفٍ

إلا انثنت تحت أقدام الرجالاتِ

بفكرة الحرب أوهامٌ مكدسةٌ

لا وقتَ للسلمِ في عهر الخياناتِ

للبيع صرنا وسوق الحرب موعدنا

مقايضون ببخسٍ في المزاداتِ

نجيدُ حدَّ امتلاء الوقت من غبشٍ

ولا نجيد مراسيمَ الصباحاتِ

وفي مهب غياب السلم أوجعُهُ

أن لا نهايةَ في حرب البداياتِ

نمارس الوطنَ المذبوحَ ترضيةً

مقامرين على قتل النهاراتِ

من أخمص الجرح أسري في الخطى هرباً

وفي أقاصيَّ لا ألقاهُ في الآتي

أضاعت الريحُ ما حولي وأقتلُها

إن تستريحَ بمنثور الحبيباتِ

أجيدُ فن احترافي في مكابدتي

وأختبي تحت جمري بانطفاءاتي

ما زال معناي رغم الجمر مندلقا

يُكوى ويسألُ عن معنى الهوياتِ

تلك التي انثلمت عن أصلها شزراً

وبين حربين في حبر الإشاراتِ

لملم شظاياك ما في الوقت متسعٌ

فأنت أدرى بإيعاز القطاراتِ

سأرتديك حضورا لا غيابَ به

وأستعيدُ وجودي في متاهاتي

وأقدح الليل عن فجرٍ يباغتني

حتى أراك معافى في الإذاعاتِ

لأنك الكونُ تبقى في مكائدهم

فوق الذرى وعصيا في الملماتِ

شاعر عراقي








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي