إسرائيل اليوم: الحرب لن تحقق أهدافها.. ورفض إسرائيل "عودة" السلطة لغزة مغازلة لبن سلمان  

2023-12-28

 

من يطلع على وسائل الإعلام الدولية ويشاهد المظاهرات بعشرات الدول في العالم، يرى بأن الشرعية التي تلقتها إسرائيل في بداية الحرب تنفد فيها كلها، بما في ذلك الولايات المتحدة.(أ ف ب)

مع بداية حرب “السيوف الحديدية”، خلقت القيادة السياسية توقعاً في أوساط مواطنيها، يهوداً وعرباً على حد سواء، بتحقيق كل الوعود. إسقاط حكم حماس مسألة وقت، قالوا، وأخذوا وقتهم.

ثلاثة أشهر على الحرب، وما وعد به وما شدد عليه كهدف وحيد ونهائي ومطلق لم يتحقق، أو في أفضل الأحوال سيؤخذ بشكل محدود الضمان.

ما حصل في السبت الأسود، الهجمة النكراء على البيوت والعائلات لم يدع مكاناً لتفكير آخر غير إسقاط حماس. لكن في اختبار النتيجة لم تسقط المنظمة، بل إنها لا تزال تطلق الصواريخ وتضرب خاصرة إسرائيل الرخوة، وتدير معركة وتضرب الجنود يومياً؛ وإسرائيل لم يتحرر المخطوفون، فحكومتها تدخل مساعدة إنسانية، وتجري معها مفاوضات لتحرير المخطوفين.

المفاوضات تجري علناً وفي زمن معروف مع قيادة حماس العليا. وإن كان عبر دولة ثالثة، لكن معقول الافتراض بأن من يتفاوض عن إسرائيل وحماس يجلسون في المبنى ذاته، ما يعزز حماس في الرأي العام العالمي والمحلي، بخاصة في ضوء الصور والتقارير التي تخرج من غزة، وتنقل بالبث الحي والمباشر طوال اليوم.

لم تكتف الحكومة بالوعد بإسقاط حماس، بل أعلنت أنها لن توافق على إعادة السلطة الفلسطينية إلى غزة. بالتوازي، كتب رئيس هيئة الأمن القومي تساحي هنغبي مقالاً في موقع سعودي أشار فيه إلى شروط إسرائيل لإعادة السلطة الفلسطينية إلى الحكم في قطاع غزة. هذا يعني: لا يوجد هنا رفض إسرائيلي، بل شروط، وغمزة واضحة لولي العهد السعودي بن سلمان، الزعيم القوي في العالم العربي، للمعونة وللمساعدة. لعل إعادة السلطة إلى غزة تؤدي إلى تقارب متجدد إسرائيلي-سعودي، وهكذا تتمكن إسرائيل من الحصول على تعهد أو ضمانة سعودية لإعادة السلطة، لإزالة المسؤولية عن الموضوع المدني في غزة ووعد بتمويل إعادة بناء القطاع.

من يطلع على وسائل الإعلام الدولية ويشاهد المظاهرات بعشرات الدول في العالم، يرى بأن الشرعية التي تلقتها إسرائيل في بداية الحرب تنفد فيها كلها، بما في ذلك الولايات المتحدة.

التأييد لإسرائيل من الحكومات أكثر مما هو من الشعوب، ما يجعل استمرار الحرب صعباً. سيكون صعباً فك الارتباط عن الضغط الذي سيخلقه الاحتجاج على الزعماء في العالم، ولا سيما في العالم العربي. في البداية، بعث الرئيس بايدن بحاملة طائرات إلى شواطئ إسرائيل. أما الآن فيرفض توريد مروحيات قتالية لإسرائيل. الحرب ستنتهي بتقديري مع نهاية الشهر القادم. ستستمر العمليات الموضعية، لكن مع نهاية الحرب لن تتمكن حكومة إسرائيل من إدارة الظهر للقيادة الفلسطينية ورفض المفاوضات لتسوية سياسية. ولن تتمكن من مواصلة رؤية السلطة الفلسطينية كمقاول فرعي أساساً عمله تنسيق أمني وإدارة بلدية للبلدات الفلسطينية. إنها مصلحة إسرائيلية أن تكون السلطة الفلسطينية قوية، لا تنفذ فقط تعليماتها الأمنية مقابل أموال الضرائب.

جلال البنا

إسرائيل اليوم 28/12/2023








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي