لا أجنحة تحمل الأطفال

2023-12-24

فادي العبد الله

نحو الإمحاء

كانت للحياة قواعد

وللموت ترتيبات

تحفظها عهود وأسماء ومأثورات

رغم الأيام الدوارس

عندما يختلطان

مثل نخاع مهروس على الأسفلت

مثل عظام مطحونة كفتات الطبشور

يصبح للموت قواعد

ولا حياة

الكلمات لا تخرج من فم

كلمات تكلّ عن أن تكون حتى

صدى

لما كان معنى

حتى أجنحة الملائك تكلّ

عن حمل كل هؤلاء الأطفال

تتقصف كأغصان الشجر المقتلع

السماء ساكنة

أنام

في كفن اللغة

أدرسُ

نحو الإمحاء.

■ ■ ■

تصريف الحياة

ما تقترح أيها العالم

المنهمر فوق رؤوس حاسرة

بكل زرده؟

لكل منّا حياة

ليصرّفها متقلّبة في جمل العيش

فلماذا تصرّ

على إسكاننا مدافن الألم

وإسماعنا صوت الغريزة الأولى

الخوف؟

ما تقترح عليّ؟ عليها؟

عليهما؟ عليهن؟ عليهم؟

على من لم يسمّ بعد؟

أسنان الحديد تنزرع في كل أرض خصبة

تخضبها بالأساطير المؤلفة

ما ستروي بعد قتلها؟

الزمن لا يبالي ولا يستكين

النور أيضاً يعبر كالمعهود

كما أحادى الناس

لكن الألم بلا حد ولو انتهى

ونعرف أن العالم ثقب صغير

فينا انطوى.

■ ■ ■

رباعية لآخر الدهور*

-1-

حاديةَ الموت حان الورد فاسقينا

من آخر الدهر عول البوق يأتينا

نسمع منه نداءً فنصير لقىً

عاصفة الموت تذرونا وتبرينا

-2-

لا أجنحة تحمل الأطفال

بل أذرع كليلة

في صور عالية الجودة

الدمع في عين المتفرج

مستعار

تماسك المنكوبين أمام الكاميرات

نكبة فائضة

عن كل حد

سيلُ المشاهد يمحو الذاكرة

والتخيل والشهادة

-3-

الإنسان المتوحش يعاند صنعة الزمن

يبعثر العناصر متشظية في الهواءِ

يسممه مدى حياة البشر

بعد أن جمعتها أزمان مديدة وألفت بينها

بضغطة واحدة، يتعبّد للنار

يشعلُ عنف الذرّات المكبوت

عرسَ الطاقة المندلعة عمياء

يذرّر أعضاء البشر وطاقة الحلم فيهم

-4-

الأرض في ظلمة الفضاء فقدانُ

والناس سكرى وما فيهمُ سكرانُ

يقتتلون على غبار أحلامهمْ

في هذيانٍ، وخير الحلم نسيانُ

عنوان عمل موسيقي ألفه أوليفييه ميسيان في معتقلات النازية.

شاعر وناقد موسيقي لبناني








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي