نخيل أعلَن القيامة

راضية تومي

أصابعكم الدّراكولية*

تسرق منذ دهور

أكياسَ الحنطة

كُلّما حصدناها

تحت بزّاتكم العسكرية

قنّيناتُ دمِ أصحاب الأرض

تشرَبونه كي تجتازوا نوبات الهلع

في تلك الرُّقعة البعيدة

تصطاد "دْرُونات" مُدرَّبة صُراخَ الخُدّج

تُردّد حقيقة الأخ الكبير

الذي اغتال في زمن سابق

في العالَم الذي سمَّاه جديداً

تاريخ السكّان الأصليّين

الاستعمارُ لعبةٌ إمبريالية

تؤلّف بخُبث قصّة جديدة

بملامح دامعة،

كلّما استبدّت بها الشهوة.

بطلتُها أميرة يتهدّدها الموت

اسمُها الحضارة الغربية

فتَحوا أبواب الجحيم

أخرَسوا الأصوات التي يكرهون

مزَّقوا آلاف الصفحات

أحرَقوا آلاف الكتب

حرَقوا الأرض ومَن عليها

وأمام الكاميرات

قالوا نحن الضَّحيّة

القلوب المفجوعة مقابر

تنمو فيها

وُرودٌ بكلّ الألوان

في كلِّ لحظة وكلّ دقيقة

يزرع الشهداء في حدائق أرواحهم

الصبّار والنعنع البرّي والتوت

يُعلّقون مناديلهم المطرّزة بأسمائهم

فتُداعبها أيادي الباقين

كأنها نخيل باسق أعلَن القيامة.

* نسبة إلى دراكولا

شاعرة ومترجمة من الجزائر