لوفيغارو: مفاوضات انضمام كييف للاتحاد الأوروبي انتصار خادع للأوكرانيين.. وروسيا أصبحت في موقع قوة

2023-12-17

يقول القادة الأوروبيون إنهم واثقون من قدرتهم على إيجاد الحلول بحلول بداية العام المقبل للتغلب على هذه العقبة (ا ف ب)قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إن فتح الاتحاد الأوروبي مفاوضات انضمام أوكرانيا إليه يُعد نجاحاً رمزياً، وإن الانتصارات الرمزية تبقى مهمة حتى في الحرب. فمن خلال فتح هذه المفاوضات لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، أرسلت الدول الأوروبية إشارة مزدوجة إلى الأوكرانيين، بالتأكيد لهم على الدعم طويل الأمد الذي يلتزم الاتحاد الأوروبي بتقديمه لهم. وأثبت التّكتل الأوروبي، مرة أخرى، أنه عندما يكون على حافة الهاوية، فإنه يجد في نفسه من الموارد ما يكفي لتجنب الوقوع فيها، وفق “لوفيغارو”.

لكن بالنسبة للبقية، فإن الأمر يتعلق بالأساس بانتصار خادع. فلم يَرفع رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان معارضته لانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبره “غير مسؤول”، وستكون أمامه فرص أخرى، خلال فصل الربيع، لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد المراحل الفنية للعملية، ولا سيما اعتماد إطار التفاوض، الذي يتطلب أيضاً الإجماع. بحلول ذلك الوقت، ربما تكون الظروف أكثر ملاءمة له، تقول “لوفيغارو”، مضيفة أنه بينما تقترب أوروبا من الرئاسة المجرية للاتحاد والتي تبدأ في يوليو/تموز عام 2024، ومن الانتخابات الأوروبية وسط نجاحات الحركات الشعبوية حتى الآن؛ من المنتظر أن يحاول فيكتور أوربان استغلال الأسابيع المقبلة لمحاولة حشد بعض حلفاء حكومته مثل النمسا وسلوفاكيا لدعم قضيته المناهضة لأوكرانيا.

الأسلحة والذخائر

على الأرض، يراهن معظم الخبراء على استمرار الركود، مع تقدم بطيء للقوات الروسية واستمرار هشاشة الجيش الأوكراني، الذي يفتقر إلى الأفراد والذخيرة. كما أن القرار “التاريخي” بفتح المسار الأوروبي لأوكرانيا لم يطفئ الشكوك التي عبر عنها بعض الزعماء بنبرة خافتة، تتابع “لوفيغارو”، موضّحة أن البعض طرح أولويات أخرى، أبرزها مكافحة الهجرة.

فأوروبا، التي تخرج ببطء وبصعوبة من الارتياح الذي جلبته لها مكاسب السلام بعد الحرب الباردة، تجد نفسها فجأة في مواجهة ثلاث أزمات تعنيها بشكل مباشر ــ أوكرانيا، والشرق الأوسط، والهجرة ــ كما أنها لا تملك الوسائل الكافية، لا على المستوى العسكري ولا على المستوى السياسي، لمواجهة هذه الأزمات في الوقت نفسه، تقول “لوفيغارو”.

لكن قبل كل شيء – تواصل “لوفيغارو”- فإن النصر الأوكراني الرمزي الذي تم تحقيقه في بروكسل ليس هو الذي سيوفر الأسلحة والذخائر ولا الأموال اللازمة لشرائها، من أجل السماح للأوكرانيين باستعادة التقدم على الروس واستعادة أراضيهم المحتلة.. فبعد ساعات قليلة من سماحه بتمرير قرار فتح مفاوضات انضمام أوكرانيا الذي لا يوافق عليه، شلّ فيكتور أوربان المساعدات البالغة 50 مليار يورو التي يريد الاتحاد الأوروبي الإفراج عنها لأوكرانيا.

ويقول القادة الأوروبيون إنهم واثقون من قدرتهم على إيجاد الحلول بحلول بداية العام المقبل للتغلب على هذه العقبة. لكن في الخنادق الجليدية والثلجية على الجبهات الأوكرانية، ليس الأمر كذلك. والأكثر خطورة بالنسبة للأوكرانيين هو استمرار الحظر في الكونغرس الأمريكي على المساعدات المالية البالغة 60 مليار دولار التي يريد الرئيس الأمريكي جو بايدن تحويلها إلى الأوكرانيين.

وأوضحت “لوفيغارو” أن مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بدأت منذ سبعة عشر عاماً، وربما لن تصل إلى أي نتيجة على الإطلاق. كما أن عملية انضمام أوكرانيا ستستغرق بعض الوقت هي الأخرى. فنحن أمام صفحة أولى من عملية طويلة جدًا. ناهيك عن أنه من الصعب تصوّر دمج دولة في حالة حرب في الاتحاد الأوروبي.

ومضت “لوفيغارو” معتبرةً أن الاتحاد الأوروبي يفتقد ثلاثة أشياء حتى يتمكن من مواجهة التحديات التي تفرضها روسيا على حدوده: إصلاح مؤسساته، وإرادته السياسية، وإعادة التسلح. إذا تم استيفاء الشروط الثلاثة، فيستغرق الأمر بعض الوقت حتى تصبح جاهزة للعمل وهو وقت طويل جداً بالنسبة للأوكرانيين الذين يرون روسيا تتحول إلى اقتصاد حرب وتقوم بتجديد جيشها والتحايل على العقوبات بفضل تعاون حلفائها المناهضين للغرب.

فبالإضافة إلى أنه انتصار خادع أو ومخادع، هل سيكون افتتاح مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي بمثابة غطاء يهدف إلى إخفاء أو الحصول على قبول لإعادة دمج فلاديمير بوتين في اللعبة الدولية، وتجميد الجبهة الأوكرانية، وإنهاء العقوبات ضد روسيا؟ تتساءل “لوفيغارو”، مع التوضيح أنها ليست إرادة فرنسا، ولا إرادة بولندا، ولا إرادة دول البلطيق. ففي هذه العواصم، ما تزال الحاجة إلى تحقيق النصر لأوكرانيا على جدول الأعمال. ويعتبر فتح مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي خطوة أولى، غير كافية ولكنها مهمة وخاصة، قادرة، بمنظورها الجديد، على قيادة أوروبا نحو إنجاز تاريخي، تقول “لوفيغارو”.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي