كيف تتلاعب الشائعات بمشاعر أولادنا؟ وكيف نعلّمهم كشف الأخبار الكاذبة ونجنّبهم مخاطرها؟

الاسرة - الامة برس
2023-11-21

كيف تتلاعب الشائعات بمشاعر أولادنا؟ وكيف نعلّمهم كشف الأخبار الكاذبة ونجنّبهم مخاطرها؟ (الاسرة)

لا شك في أن المعلومات الزائفة، في الآونة الأخيرة، أصبحت تغطي على الأخبار الحقيقية على الإنترنت، خاصة مواقع التواصل الاجتماعي، ما أربك الكثير من الأُسر، وجعل الكثير من الأهل يقفون عاجزين أمام هذا الكمّ الهائل من المعلومات المغلوطة التي يستقبلها أولادهم، كل يوم، على الـ«سوشيال ميديا»، وأحياناً يتعاملون معها، بسبب صغر سنّهم وقلة خبرتهم، على أنها أخبار حقيقية. وتؤكد الدراسات الحديثة، بالأرقام، أن أكثر من 86% من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خُدعوا مرة واحدة، على الأقل، بخبر زائف.

بداية، يؤكد الدكتور إيهاب عيد، أستاذ الطب النفسي السلوكي وعلاج وتعديل سلوك الأطفال والمراهقين في جامعة عين شمس، أن هذا الأمر من أخطر التحديات التي تواجه الأهل في تربية أولادهم هذه الأيام، خاصة بعد أن أصبحت الـ«سوشيال ميديا» في بعض الأحيان ساحة للأكاذيب والتضليل، وخطراً على الأبناء، لأنها فقدت الهدف الرئيسي منها، وهو التواصل والتقارب بين الأهل والأصدقاء والمعارف، وكذلك التعرف إلى ثقافات وأفكار مختلفة، وتبادل الأخبار والمعرفة، وللأسف تتسبب هذه المواقع والصفحات التي تقدم معلومات مغلوطة بالتأثير في عقول الأبناء، سواء كانوا أطفالاً، أو في عمر المراهقة، والشباب.

ويرى د. إيهاب عيد، أننا حتى لو كنا أمام واقع ينبغي علينا التعايش معه، وهو أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا وحياة الأبناء، لكن يجب علينا ألا نتوقف عن توعيتهم طوال الوقت بمخاطر الانسياق الكامل وراء كل المعلومات التي يتلقونها، وتحصينهم ضد الأخبار الكاذبة والمغلوطة، من خلال إعدادهم، تربوياً وتعليمياً، وعدم التهاون في هذا الأمر.

ويقول «للأسف هناك الكثير من الآباء والأمهات لا يدركون مخاطر هذه الأخبار الزائفة على أولادهم، ولا يقتنعون بخطورة الـ«سوشيال ميديا»، بل قد يعتمدون عليها كوسيلة لإلهاء الأطفال الصغار الذين من المفترض ألا يتعاملوا معها نهائياً في هذه السّن الصغيرة. وهناك أيضاً آباء وأمهات آخرون حرموا أولادهم من التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي، فكانت النتيجة كثيراً من الكبت».

ويشدد الاستشاري النفسي على ضرورة التعامل مع الأمر بحكمة، فلا نترك الحبل على الغارب من دون رقابة ولا نحرمهم نهائياً، فالاعتدال مطلوب، خاصة أنه أصبح هناك برامج وتطبيقات مستحدثة تمكّن أولياء الأمور من التحكم في ممارسات أبنائهم على الهاتف المحمول، فإدارة الوقت خير سلاح لحماية الأبناء من مخاطر الـ«سوشيال ميديا».








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي