مرافعات الكامل والرمل

2023-11-13

إبراهيم الزيدي

بيننا مليونُ عامْ

وسرجنا الحلمَ ذاكرةً تمفصلَها الرخامْ!

فامّحتْ كلُّ المسافةِ

في خرافاتِ السلامْ.

وارتحلنا في دروبِ الصمتِ/ قافلةً

ليقتلَنا الكلامْ!

وخرجنا من رحابِ المجلسِ الدوليِّ

مثقوبين بالتأييدِ ثانيةً..

وضعنا في الزّحامْ!

فليكنْ: للصمتِ خاتمةً

وفي الحزنِ انسجامْ

وليكنْ: للعشقِ فاتحةٌ..

لنبدأَ بالغرامْ

فأنا، ما زلتُ أرسمُ خطوتي الأولى

ألوّنُ دربَكِ الشتويَّ / ذاكرةً

أسامرُ نقطةً في آخرِ السّطرِ..

وفاصلةَ اختباري

آهِ كم يجتاحُني حلمُ المسافرِ!

كلما أمعنتُ في عينيكِ تشرقُ شمسُ من عبروا /

وتمتدُّ البراري

فرصةً أخرى امنحيني

علّني أشتقُّ أسماءَ الذين أحبُّهُم ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

ويفيضُ ظلُّك في انتظاري

علَّني، كمْ علَّني ظمأُ الأحبةِ!

وارتجلتُ الشوقَ / ما بينَ انكسارٍ، وانكسارِ

فرصةً أخرى امنحيني..

علَّها تأتي الشموسُ الغائباتُ من المغيبْ

علَّهُ يأتي الحبيبُ/ إلى الحبيبْ

كلُّ ما نذكرُهُ من مجدِنا:

صبرا..

وشاتيلا ..

فهل من طلقةٍ أخرى .. ؟

ليسمعَ مجلسُ الأمنِ الموقَّرُ /

قبلَ توقيعِ القرارْ

طلقةً أخرى /

لتمضي في المدى الممتدِ من شممِ النخيلِ

إلى الجليلْ

طلقةً أخرى /

تعانقُ هاجسَ الحجرِ المقدّسِ في الخليلْ

طلقةً أخرى /

لينقضَ الجدارُ ..

ويستوي عشقُ المهاجرِ بين ثانيتين /

ينبئُ لازوردَ البحرِ:

إنّ الروحَ تأبى أنْ تظلَ وحيدةً /

إن أبصرَتْ طيفاً لخِلٍّ حالمٍ بين الصواري

عودي إلى الحلمِ المسافرِ بيننا / فأنا انتهيتُ

قد ودّعَ الأسماءَ قلبي وانطوى فيما انطويتُ..

وأنا كباقي الوشمِ / ممحوٌ ..

وخارطةٌ بلا بحرٍ..

تطلُّ على اليباسِ المرِّ في جوفِ الصحاري

ودمي على الجدرانِ يافطةٌ

تودّعُ آخرَ الشهداءِ..

تسكبُ ظلَّها الممشوقَ شاهدةً لقبرٍ فيه داري

واحتفالُ الموجِ يصلبُني على الشطآنِ ظمآناً

فيتقدُ انتظاري

وأنا، منذُ ابتداءِ الوجدِ محمومٌ

ومحسوبٌ على وطنٍ تربَّعَ بين مرحلتين

أهذي بانتصاري

ذاهبٌ من لجَّةِ الشوقِ القديمِ

إلى الجديدِ المستحيلْ

عائدٌ من ضفةِ البوحِ لجرحٍ فاضَ أغنيةً

للحنٍ يستبيحُ الصمتَ /

يشعلُ فيَّ ناري

هاكِ نهراً ..

ضفتاهُ قصيدةٌ..

تمتدُّ ما بين انتماءٍ وانتحارِ

هاكِ من وجعي قليلاً

واخلعي عني ظلالَ الأمس ..

كي لا يستبيحَ السّلمُ:

خلخالاً..

وخصرَ حبيبةٍ غرثى..

وهاتيكِ الهباري

واكتبي في دفترِ التاريخِ:

ذاكرتي/ وعنوانَ القصيدةِ..

واعتذاري.

كاتب سوري








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي