حققت دراسة جديدة قادها باحثون من جامعة كوين ماري في لندن، خطوات كبيرة في مكافحة انتشار الخلايا السرطانية، وحدد الفريق نوعًا معينًا من الخلايا التي تعزز انتشار السرطان، واكتشف ثغرة أمنية داخل هذه الخلايا يمكن استهدافها بالأدوية الموجودة.
أكد بحث سابق من مؤسسة "بارتس" الخيرية وأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، وجود الخلايا الأميبية لدى مرضى سرطان البنكرياس، هذه خلايا عدوانية وغزوية وسريعة الحركة تضعف جهاز المناعة، وقد تم تحديدها في سرطانات أخرى، مثل سرطان الجلد وسرطان الثدي والكبد والبروستاتا، وتم ربطها بمعدلات البقاء على قيد الحياة الضعيفة.
والأهم من ذلك أن الدراسة الجديدة اكتشفت أن الخلايا الأميبية في سرطان البنكرياس تنتج مستويات عالية من جزيء يسمى "سي دي 73"، والذي يحفز قدرتها على الانتشار وإضعاف جهاز المناعة. وعند حجب هذا الجزيء، قلل الباحثون من انتشار السرطان إلى الكبد وقللوا من عدد الخلايا المناعية التي تدعم الورم.
قلل هذا العلاج المضاد لـ"سي دي 73"، من حدوث الأورام السرطانية التي انتشرت إلى الكبد من 66.6% إلى 36.4%.
وتشير الدراسة إلى أن حجب "سي دي 73" يمكن أن يكون نهجًا واعدًا لعلاج سرطان البنكرياس وانتشاره، خاصة بالنظر إلى أن الأدوية التي تحجب "سي دي 73" قد تم تطويرها بالفعل ويجري اختبارها في التجارب السريرية لعلاج سرطان البنكرياس وأنواع مختلفة من السرطان، وهذا يفتح طريقًا جديدًا محتملاً للعلاج في منع "سي دي 73" في وقت مبكر من المرض وتقليل الطبيعة العدوانية لهذه الخلايا والأضرار التي تسببها في الجسم.
وقالت البروفيسورة فيكتوريا سانز مورينو، أستاذة بيولوجيا الخلايا السرطانية بجامعة كوين ماري بلندن: "على الرغم من ضرورة تكرار النتائج على البشر، إلا أنها واعدة جدًا في تسليط الضوء على طريقة محتملة لعلاج انتشار أحد أكثر أنواع السرطان عدوانية وضعفًا في النجاة".
"لا يزال سرطان البنكرياس أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا والعلاجات الحالية لا تعمل بشكل جيد. ولتحسين هذه الأمور، نحن بحاجة ماسة إلى فهم المرض بشكل أفضل"، بحسب دراسة نُشرت في مجلة "سايتك ديلي" العلمية.
وقالت فيكتوريا كينغ، مديرة التمويل والتأثير في مؤسسة بارتس الخيرية: "إن قدرة الخلايا السرطانية على الانتشار إلى أجزاء أخرى من الجسم هي واحدة من أكبر التحديات السريرية لعلاج السرطان".