الباحث المصري حاتم الجوهري: الوعي الشعبي العربي يسبق بكثير النخب الزائفة

2023-11-03

محمد عبد الرحيم

حاتم الجوهري باحث وأكاديمي ومُترجم مصري ومُحاضر في اللغة العبرية، مُهتم بالبحث عن صيغة مغايرة للثقافة الغربية السائدة، وهو ما سماه بالمشترك الثقافي العربي، استناداً إلى الأصول الفكرية العربية العميقة، وهي البديل للاستلاب الفكري الغربي، الذي يرى قصوراً وبالتالي يفرض وصايته على العقل العربي، إضافة إلى ذلك له العديد من المؤلفات التي تناولت الكيان الصهيوني وحاولت تفكيك أسسه الفكرية والعقائدية والسياسية، نذكر منها.. «خرافة التقدمية فى الأدب الإسرائيلي» 2014، «نبوءة خراب الصهيونية: العدمية فى الأدب الصهيوني بين الأزمة الوجودية وصحوة العربي» 2015، الترجمة العربية الأولى لكتاب جان بول سارتر «تأملات فى المسألة اليهودية» 2015، «الصمود: الصورة غير النمطية للعربي في الأدب الصهيوني» 2021، «العودة للذات: تفكك صورة العربي كشريك للتعايش في الأدب الصهيوني» 2021، و»دفاعا عن القدس.. وهوية الذات العربية» 2023. وفي ظل الأحداث التي تجري الآن في الأرض المحتلة كان هذا الحوار..

بداية.. ماذا عن حديث صفقة القرن وتحولاته من ترامب إلى بايدن؟

اعتقد البعض أن صفقة القرن قد انتهت بسقوط ترامب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية الماضية ونجاح بادين الديمقراطي، لكن على العكس من ذلك قدّم بايدن والديمقراطيون نسخة خاصة بهم من صفقة القرن، وروجت إدارة بايدن للاتفاقيات الإبراهيمية، ليتضح أن البنية الثقافية العميقة للشخصية الأمريكية المتطرفة واحدة، والاختلاف قد يكون في القشرة الضحلة التي يرفعها هذا أو ذاك، لكنهما يحملان وهم المسألة الأوروبية القديمة، وخرافة الحضارة المطلقة، التي يجب أن تسيطر على الآخر دائما. لقد ضغط بايدن من أجل انضمام السعودية إلى الاتفاقيات الإبراهيمية، وقبلها حاول تفجير التناقضات بين العرب السنة وإيران الشيعة مروجا لحلف ناتو عربي تقوده (إسرائيل) في «اجتماع النقب» العام الماضي، وفي عهده أصبح اقتحام المسجد الأقصى فعلا اعتياديا، واستمرت أمريكا في تفجير التناقضات العربية وإدارتها كسياسة خارجية ضاغطة تُضعف البلدان العربية وتضعها تحت دائرة الخضوع والعجز دوما.

وعن موقف العرب المروجين لصفقة القرن من الأحداث الأخيرة، وهو ما ظهر حتى من خلال مواطني بعض الدول الموسومة بالعربية من تبني الموقف الإسرائيلي وتحميل حماس العواقب. ظهر تيار الاستلاب العربي والترويج للصهيونية ودولتها «إسرائيل» في فترة حملة ترشح ترامب الأولى عام 2015 مع إعلانه عن مشروع صفقة القرن، ونقل عاصمة أمريكا في دولة الاحتلال إلى «القدس» قاد هذا التيار يوسف زيدان، لكن التيار نفسه سرعان ما اتسع يمينا ويسارا ليشمل كل مطاريد الثقافة العربية والمأزومين من متونها وأفكارها الرئيسية السائدة، وهو ما تناولته في كتابي «دفاعا عن القدس وهوية الذات العربية». ومع الأحداث الأخيرة كان وهم الصعود في المنطقة دافعا لبعض المطبعين رسميا وشعبيا للانتصار للرواية الصهيونية في الأحداث التي تدين فصائل المقاومة الفلسطينية في العملية العسكرية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتدافع عن القصف المستمر للمدنيين في غزة بحجة دفاع دولة الاحتلال عن نفسها.

وهو ما يحيل إلى مصطلح «الصهيونية الإبراهيمية» كما أطلقت على هذه الحالة، فماذا عنه؟

تيار التطبيع القديم الذي شمل مصر بعد حرب عام 1973، ثم الأردن بعد حرب الخليج الثانية في تسعينيات القرن الماضي، كان يقوم على علاقات دبلوماسية وتبادل السفارات، وفي مرحلة لاحقة تحت ضغط الضعف الاقتصادي ظهر التعاون الاقتصادي المحدود في «اتفاقية الكويز» مع الأردن ثم انضمت لها مصر. لكنه ظل تيارا يقوم على فكرة التعاهد والصلح، ورفضه المستوى الشعبي ولم يحقق شيئا، خاصة بعدما اغتيال إسحاق رابين وموت فكرة السلام مقابل الأرض، حين كشفت (إسرائيل) عن قيمها الصهيونية العميقة، التي ترفض فكرة الحدود والتنازل عن الأرض، لكننا الآن مع تيار الاستلاب للصهيونية والترويج لها، الذي ظهر مع صفقة القرن أمام مسألة مختلفة، هم فصيل صهيوني فعلا بما يجعلنا نطلق عليه «الصهيونية الإبراهيمية» التي تستخدم خطاب المشترك الديني لتمرير هيمنة (إسرائيل) على المنطقة العربية ومن خلفها أمريكا.

وعن الالتباس العربي من الموقف الأوروبي في تأييد الكيان الصهيوني؟

البعض يتخيل أن الصهيونية ليست سوى «صهيونية دينية» أو حركة يهودية متطرفة تستند إلى مرحلة الاصطفاء والوعد الإلهي لبني إسرائيل بأرض فلسطين في التوراة، لكن الكثير من العرب يجهلون أنه كانت توجد «صهيونية ماركسية» و»صهيونية وجودية» و»صهيونية ليبرالية» ولكل هذه الصهيونيات لها جذورها في القيم الثقافية العميقة للغرب ووهم الحضارة المطلقة والمسألة الأوروبية القديمة المستمرة حتى هذه اللحظة، فرغم الموقف الروسي الحالي من «إسرائيل» بسبب الحرب الأوكرانية إلا أن لينين دعم تيار «الصهيونية الماركسية» الذي أسسه الروسي بيير دوف بيرخوف، واعتبر الصهيونية طليعة تقدمية في الشرق العربي، ومن بعده فعل ستالين، و»الصهيونية الوجودية» ظهرت في فرنسا مع سارتر تعاطفا مع يهود فرنسا ما بعد الحرب العالمية الثانية، معتبرا الصهيونية أعلى وعيا وجوديا جماعيا ليهود أوروبا، واعتبر من يعادي الصهيونية و(إسرائيل) معاديا للسامية واليهود، كما هو مستقر في القيم الثقافية العميقة للشخصية الأوروبية عموما، لذا تجد مواقف فرنسا أكثر تشددا في دفاعها عن (إسرائيل) أما الصهيونية الليبرالية، فهي أعقد أنواع الصهيونية على خلاف السائد عنها، فهي ترتبط بالقيم الثقافية العميقة عن تفوق الشخصية الأوروبية البروتستانتية في مرحلتها الجرمانية، أو الأنكلوساكسون تحديدا، لذا تجد قوتها في بريطانيا وأمريكا، سواء في تمثلها الديني وما عرف بالصهيونية المسيحية، أو تمثلها السياسي مع دولة الليبرالية الديمقراطية وشعاراتها الرنانة واعتبار (إسرائيل) نموذجا ديمقراطيا، أو في تمثلها الإمبريالي القديم باعتبار (إسرائيل) مستعمرة حصينة للغرب في الشرق، وكذلك يجب الإشارة لـ»صهيونية رد الفعل تجاه النازية» المقبلة من ألمانيا شديدة التعاطف مع (إسرائيل) حاليا، حيث أنه بعد الحرب العالمية الثانية وفي نوع من تكفير الذنب بعد ما قام به هتلر تجاه يهود أوروبا، أصبحت ألمانيا من أشد المناصرين لدولة الاحتلال. وهكذا تجد أن لدعم الصهيونية الحالي جذورا ثقافية عميقة في الشخصية الأوروبية في روسيا وفرنسا وأمريكا وبريطانيا وألمانيا، وهو ما يجهله الكثيرون.

ونعود بذلك إلى سارتر وكتابه الذي قمت بترجمته.. «تأملات في المسألة اليهودية» وهو صوت أوروبي كان من المفترض أن يكون مناصراً للقضايا الإنسانية؟

هناك ما أسميه «المسألة الأوروبية» التي لها تمثلات كثيرة تقوم معظمها على فكرة النظرية المطلقة والحضارة النهائية، التي تجعل من نفسها مركزا لكل شيء في الكون والآخر يدور حولها، وهذا تجده في تمثلها الهيغلي أصل النظرية المطلقة والأب التاريخي للدولة الرأسمالية، وفي تمثلها الماركسي والدولة الشمولية العمالية، وبالمثل لم يختلف جان بول سارتر الفيلسوف الوجودي الشهير، فقد اعتبر سارتر أن الذات الأوروبية وقيمتها الثقافية العميقة القديمة تجاه يهود أوروبا المتمثلة في معاداة السامية التاريخية، كظاهرة تصاعدت في العصور الوسطى، والاضطهاد النازي لهم في الحرب العالمية الثانية حديثا مركزا للكون ولا مركز بعده، فخرج بنظرية وجودية ليهود أوروبا ترى أن وعيهم الوجودي الفاعل العام يرتبط بتحولهم لجماعة كبرى تتمثل في الصهيونية واحتلال فلسطين، هو قدم الأمر بوصفه انتصارا ليهود أوروبا المضطهدين وتحريرا لهم من نيران أوروبا الدينية في العصور الوسطى مع معاداة السامية، ومن الاضطهاد النازي الحديث، لكنه لم يمتلك الحجاج المنطقي والفلسفي العادل لينفصل عن وهم المسألة الأوروبية ومركزيته الخاصة، لينظر للعرب الفلسطينيين الذين ستقام حرية يهود أوروبا الوجودية على حسابهم! وتلك هي أزمة الشخصية الأوروبية وقيمها الثقافية العميقة عامة التي تفتقد لفكرة النسبية، وتعدد وجهات النظر واحترام الآخر، إنما تنظر للأمر دوما من زاوية واحدة وتتطرف في التشيع لها.. على عكس ما يروّج له البعض.

تعيش البلدان العربية في أزمة منذ منتصف القرن الماضي ومرحلة ما بعد الاستقلال عن الاحتلال الأوروبي، مشاريعها الوجودية سواء في الدول الجمهورية أو الملكية، لم تستطع الإفلات حقا من الاستعمار القديم والمسألة الأوروبية وهيمنتها، واستطاع الغرب تفجير التناقضات العربية الناعمة لنصل للمرحلة الحالية.

الاستغراب نفسه من فكرة الصهيونية الماركسية، التي أوضحتها في كتاب «خرافة التقدمية في الأدب الإسرائيلي.. نقد أسطورة الاحتلال التقدمي» فكيف يكون اليسار تياراً مشجعاً على الاحتلال؟

بالمنطق نفسه لفكرة المسألة الأوروبية ومركزية نسقها وظرفها الخاص وتجاهل أي ذوات إنسانية أخرى والتعالي عليها، قدم تيار «الصهيونية الماركسية» مع المنُظر الروسي اليهودي بيير دوف بيرخوف، قراءة طبقية ومادية لأزمة اليهود في أوروبا وعبر التاريخ، فقال إن البناء الطبقي للجماعات اليهودية في العالم كان مشوها يقوم على مهن غير عمالية أو زراعية في المعظم، ومعظمها مهن نوعية، وقال إن الحل يتمثل في تصحيح البناء الطبقي ليهود أوروبا وتحويلهم إلى مجتمع كبير قاعدته المهن العمالية والزراعية، وليس المهن النوعية التي تتسبب في صدامهم وتنافسهم مع المجتمعات التي يعيشون وسطها، لكن انحراف النموذج وعنصريته سيبدآن عندما يختار بيير دوف بيرخوف فلسطين ليقيم عليها مشروع الصهيونية الماركسية، حيث سيعتبر أن فلسطين هي الحق التاريخي لليهود! وأن يهود أوروبا سيقودون العرب المتخلفين في مرحلتين، المرحلة الأولى بناء الدولة المزعومة (إسرائيل) والمرحلة الثانية المشاركة في نضال باقي الدول الشيوعية لتأسيس دولة عمالية عالمية، وهو هنا لم يأخذ رأي الفلسطينيين في مشروعه، واعتبرهم بنية حضارية أقل، في حاجة لممثل الحضارة الغربية (الصهيونية) ليقوم بالتحديث نيابة عنهم! في أعلى درجات التعالي والعنجهية الحضارية.

في كتابك «نبوءة خراب الصهيونية» كيف يمكن استنتاج انهيار المشروع الصهيوني من خلال الأعمال الأدبية، التي ربما تكون كاشفة عن هذا الانهيار، وبالتبعية.. فكرة العربي الثائر بعيداً عن القومية التي كانت نتيجتها هزيمة 67؟

مع حرب عام 1948 وقرار تقسيم فلسطين عام 1947 انهارت فكرة الاحتلال التقدمي الذي روجت لها الصهيونية الماركسية عن دولة صهيونية تجمع داخلها الفلسطينيين واليهود، وكان التيار اليساري شديد التأثير والوجود بين المستوطنين، حيث شعروا بأن حلم اليوتوبيا/ الصهيونية ممثلة التنوير الأوروبي والحضارة المطلقة (المسألة الأوروبية) إلى الشرق العربي قد انهار، وتحول إلى صراع وجودي لن ينتهي أبدا. من ثم بدأوا في التعبير عن هذه الأزمة الوجودية الكبرى، وأن العرب سينفجرون في أي لحظة مطالبين باسترداد وطنهم وحقهم في الوجود الحر وخراب المشروع الصهيوني.

النخبة العربية وموقفها الفكري من الأحداث، وعلى أي شيء تؤول ما يحدث، أو تأمل في ما سيكون، بمعنى أدق بعيداً عن حماس، التي ربما كشفت عوراتهم؟

النخبة العربية حاليا في أزمة؛ معظم المشاريع الثقافية في القرن العشرين تفككت أو ثبت عجزها، وكانت معظمها رد فعل (مع اليمين الديني) أو مجرد انعكاس باهت (اليسار والليبرالية) للمسألة الأوروبية، الثورات العربية كشفت اليمين الديني، فلا يكفي أن تطور نظرية مطلقة مضادة للمسألة الأوروبية تستند إلى السماء دون مهارات سياسية أو اجتهادات فكرية حقيقية، وكشفت اليسار والليبرالية فلم يستطيعا التعبير عن تطلع الناس للانعتاق من الشعارات الجوفاء القديمة، إرث المسألة الأوروبية واستقطاباتها. الكل الآن عاجز لا يملك القدرة على الاعتراف بذلك، أو البحث عن نظرية وجودية جديدة في ما بعد المسألة الأوروبية، يعيشون على ذكريات نفسية مريحة عن النضال القديم، لكن هذه النخبة الثقافية ليس لديها البنية النفسية لتقديم جديد لقد تم استهلاكها، والأمل في نخبة ثقافية جديدة تتحمل مسؤولية المستقبل.

وكيف ترى الأحداث الراهنة وهل هناك سيناريوهات عربية للانتصار فيها؟

أمريكا والغرب سيسعيان لبناء مظلة سياسية دولية تستند إلى رواية حق دولة الاحتلال في الدفاع عن نفسها، وسيسعيان إلى بناء مظلة عسكرية تستند إلى حائط دفاع جوي قوي يتصدى لتدخلات محور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، ومن خلفهم إيران، في محاولة لإعادة إنتاج المظلة السياسية الدولية والحشد العسكري نفسه، الذي تم استخدامه ضد العراق. مصر والعرب يمكن أن يحققا صمودا في وجه ما يحدث، إذا نجحا في إدارة التناقضات التي تفجرت واستطاعا العمل وفق الحدود المشتركة الدنيا، وأسسا لمظلة سياسية دولية تحمي الرواية الفلسطينية وحقها في الحياة والدفاع عن نفسها، وكذلك إذا استطاعا امتلاك المهارات الدبلوماسية لإدارة شبكة علاقات دولية، وفق تفاهمات عسكرية معينة مرحلية وطويلة الأجل لردع الحضور العسكري الغربي. في الأساس نحن أمام معركة دبلوماسية طاحنة لبناء مظلة سياسية ومظلة عسكرية تحمي الرواية الفلسطينية وحقها في الحياة.

في الأخير .. كيف كشفت الأحداث الأخيرة عن الفارق بين الوعي الشعبي العربي والأنظمة الحاكمة المتورطة بشكل أو بآخر؟

تعيش البلدان العربية في أزمة منذ منتصف القرن الماضي ومرحلة ما بعد الاستقلال عن الاحتلال الأوروبي، مشاريعها الوجودية سواء في الدول الجمهورية أو الملكية، لم تستطع الإفلات حقا من الاستعمار القديم والمسألة الأوروبية وهيمنتها، واستطاع الغرب تفجير التناقضات العربية الناعمة لنصل للمرحلة الحالية.. الشعوب العربية عبّرت كثيرا عن رغبتها في التغيير والدفاع عن مستودع هويتها وكرامتها وحقها في الصعود الحضاري، لكن الأزمة عميقة في المجتمعات العربية لأنها تفتقد إلى «الفرز الطبيعي» مع غياب المعايير الضابطة لبناء «التراتب الاجتماعي» وحضور الولاء السياسي المجرد وغوايات «الدمج والتسكين» في البناء الاجتماعي، لذا أصبح الكثير من النخب في السلطة العربية أو المعارضة لا يعبر عن مستودع الهوية العربي، ولا يملك المواهب اللازمة للدفاع عنه، المجتمعات العربية تعيش على «التنخيب الزائف» ولا تقدم «كتلتها الجامعة» التي تدافع بفطرتها عن مستودع هويتها. الوعي الشعبي يسبق بكثير، لكنه لا يجد من يستطيع أن يعبر عنه، ويلجأ إلى وسيلة التصريح على فترات متباعدة للتعبير عن نفسه، لكن حالة التراجع الحضاري هذه قد تقابلها موجة تصحيح حضاري شعبية كبرى، تلفظ كل النخب القائمة وتزيحها، وتطالب بنخبة جديدة تتجاوز وهم المسألة الأوروبية سواء معها أو ضدها لتشق طريقها إلى نظرية حضارية جديدة، فقد تحقق الأزمة الراهنة مفاجأة كامنة في القيم الثقافية العربية العميقة.








كاريكاتير

إستطلاعات الرأي